استشارات تربوية أسرية اجتماعية estshrat for you
كي تظهر لك جميع المنتديات والمواضيع
و حتى تعم الفائدة
حتى تستفيد وتفيد غيرك
بادر للتسجيل بالمنتدى
وشكرا لك

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

استشارات تربوية أسرية اجتماعية estshrat for you
كي تظهر لك جميع المنتديات والمواضيع
و حتى تعم الفائدة
حتى تستفيد وتفيد غيرك
بادر للتسجيل بالمنتدى
وشكرا لك
استشارات تربوية أسرية اجتماعية estshrat for you
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» قصة قصيرة
تربية الناشئة ... و دور الأب Icon_minitimeالسبت ديسمبر 16, 2023 6:53 pm من طرف Admin

» الناجحون
تربية الناشئة ... و دور الأب Icon_minitimeالسبت ديسمبر 16, 2023 6:51 pm من طرف Admin

» فَوَيلٌ ثُمَّ وَيْلٌ ثُمَّ وَيْلٌ - لِقَاضِي الأرْضِ مِنْ قَاضِي السَّ
تربية الناشئة ... و دور الأب Icon_minitimeالسبت أغسطس 19, 2023 4:41 am من طرف Admin

» لا شيء ينبت هنا بدون جذور
تربية الناشئة ... و دور الأب Icon_minitimeالسبت أغسطس 19, 2023 4:40 am من طرف Admin

» يحكى أن
تربية الناشئة ... و دور الأب Icon_minitimeالسبت أغسطس 19, 2023 4:34 am من طرف Admin

» المفتاح السحري الأساسي للإمساك بخيوط الحل لأية مشكلة
تربية الناشئة ... و دور الأب Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 02, 2023 2:43 am من طرف Admin

» شارك الفيديو لطفا
تربية الناشئة ... و دور الأب Icon_minitimeالخميس نوفمبر 03, 2022 6:11 pm من طرف Admin

»  ( ١.٩$ ) بليون دولار .. وتزوجت سائقه ...
تربية الناشئة ... و دور الأب Icon_minitimeالخميس أغسطس 11, 2022 1:20 pm من طرف Admin

» مشكلة وحل (1) الخجل
تربية الناشئة ... و دور الأب Icon_minitimeالجمعة أغسطس 05, 2022 4:56 am من طرف Admin

» لحل اية مشكلة / اساسيات
تربية الناشئة ... و دور الأب Icon_minitimeالجمعة أغسطس 05, 2022 3:25 am من طرف Admin

» زوجات وأزواج يعترفون: هذا أطرف مقلب حصل معنا!
تربية الناشئة ... و دور الأب Icon_minitimeالجمعة أغسطس 05, 2022 3:19 am من طرف Admin

» إنهم أغلى ما في الحياة ، وليسوا بحجارة
تربية الناشئة ... و دور الأب Icon_minitimeالجمعة أغسطس 05, 2022 3:15 am من طرف Admin

» الحكي بيناتنا
تربية الناشئة ... و دور الأب Icon_minitimeالأحد يوليو 31, 2022 3:56 pm من طرف Admin

» كيف نتعرف على الشخصية الصعبة
تربية الناشئة ... و دور الأب Icon_minitimeالأحد يوليو 31, 2022 3:06 pm من طرف Admin

»  ليس مهماً أن تدخل الحمير الجامعة، المهم هو ألا تخرج منها بشهادة جامعي
تربية الناشئة ... و دور الأب Icon_minitimeالثلاثاء فبراير 09, 2021 3:35 am من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
د محمد سردار رحمه الله - 3791
تربية الناشئة ... و دور الأب Vote_rcapتربية الناشئة ... و دور الأب Voting_barتربية الناشئة ... و دور الأب Vote_lcap 
الاستشاري - 2664
تربية الناشئة ... و دور الأب Vote_rcapتربية الناشئة ... و دور الأب Voting_barتربية الناشئة ... و دور الأب Vote_lcap 
غريب الامارات - 1632
تربية الناشئة ... و دور الأب Vote_rcapتربية الناشئة ... و دور الأب Voting_barتربية الناشئة ... و دور الأب Vote_lcap 
شام - 1616
تربية الناشئة ... و دور الأب Vote_rcapتربية الناشئة ... و دور الأب Voting_barتربية الناشئة ... و دور الأب Vote_lcap 
Admin - 1570
تربية الناشئة ... و دور الأب Vote_rcapتربية الناشئة ... و دور الأب Voting_barتربية الناشئة ... و دور الأب Vote_lcap 
ام المجد - 1508
تربية الناشئة ... و دور الأب Vote_rcapتربية الناشئة ... و دور الأب Voting_barتربية الناشئة ... و دور الأب Vote_lcap 
المتميز - 883
تربية الناشئة ... و دور الأب Vote_rcapتربية الناشئة ... و دور الأب Voting_barتربية الناشئة ... و دور الأب Vote_lcap 
ود - 759
تربية الناشئة ... و دور الأب Vote_rcapتربية الناشئة ... و دور الأب Voting_barتربية الناشئة ... و دور الأب Vote_lcap 
شيماء الشام - 733
تربية الناشئة ... و دور الأب Vote_rcapتربية الناشئة ... و دور الأب Voting_barتربية الناشئة ... و دور الأب Vote_lcap 
المتمردة - 499
تربية الناشئة ... و دور الأب Vote_rcapتربية الناشئة ... و دور الأب Voting_barتربية الناشئة ... و دور الأب Vote_lcap 

أهلا بكم
دعمكم لهذا المنتدى يكون بتبادل الفائدة وابداء الرأي نتمنى أن نتشرف بكم كأعضاء واستشاريين - بوجودكم سيكون المنتدى أجمل
لوحة ترحيب
أهلا بك من جديد يا زائرآخر زيارة لك كانت في الخميس يناير 01, 1970
آخر عضو مسجل زمرد١١فمرحبا بكم


1

https://www.jamalaltaweel.com/
أهلا بكم
دعمكم لهذا المنتدى يكون بتبادل الفائدة وابداء الرأي نتمنى أن نتشرف بكم كأعضاء واستشاريين - بوجودكم سيكون المنتدى أجمل
إعلانات تجارية

    لا يوجد حالياً أي إعلان

    جديد الاعلانات feedburner
    http://feeds.feehttp://feeds.feedburner.com/akbarmontadacom/Bwkxdburner.com/akbarmontadacom/Bwkx

    تربية الناشئة ... و دور الأب

    2 مشترك

    اذهب الى الأسفل

    تربية الناشئة ... و دور الأب Empty تربية الناشئة ... و دور الأب

    مُساهمة من طرف الاستشاري الخميس أبريل 08, 2010 1:02 pm


    إن أولادنا وبناتنا هم أبناء وبنات الحياة التي نعيش ونحيا
    فيها فهم ينتمون إليك والى الحياة التي توجد من حولنا بل ويكافح الآباء من
    اجل إرضاء أبنائهم ونيل حبهم صحيح انك تعطيهم الحب لكنك لا تستطيع إن
    تمنحهم أفكارك لان لديهم أفكارهم الخاصة بهم وهذه الأفكار تختلف من جيل إلى
    جيل .
    الأسرة تمثل السلطة الاجتماعية الأولى في توجيه
    الطلبة وفق قيم المجتمع فهي الجهة التي تملك مصير الفرد وتحدد نسق حياته في
    شتى المجالات والأسرة هي المكان الذي يتوفر فيه الأمن وتتكون فيه اتجاهات
    الفرد فان دور الأسرة ابلغ أثرا في مؤسسة تربوية اجتماعية إن تربوية متصلة
    بتنشئته .

    التربية في أحسن معانيها كما يقول البيضاوي في
    تفسيره مأخوذة من الرب وهي تبليغ الشيء إلى كماله شيئا فشيئا وقد وصف الله
    تعالى نفسه بالرب للمبالغة ويقول الراغب الأصفهاني في كتابه المفردات الرب
    في الأصل : التربية وهو إنشاء الشيء حلا فحالا إلى حد التمام ومن معاني
    التربية تنمية قوى الإنسان الدينية والفكرية والخلقية تنمية متسقة متوازنة ،
    وعلى هذا الأساس تكون التربية في مجال تنشئة الأولاد عملية بناء ورعاية
    وإصلاح شيئا فشيئا حتى التمام أي المعني مع الشيء بالتدرج من الولادة حتى
    سن البلوغ والتربية بهذا المعنى فريضة إسلامية في أعناق جميع الآباء
    والمعلمين والأمهات والمعلمين لغرس الإيمان وتحقيق شريعة الله وهي مسؤولية
    وأمانة لا يجوز التخلي عنها قال الله تعالى ( إِنَّا عَرَضْنَا
    الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ
    أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ
    كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا
    ) ( سورة الأحزاب : الآية 72) كما يحمل
    الإسلام الوالدين مسؤولة تربية الأبناء بالدرجة الأولى ويخصهما قبل غيرهما
    بهذا الواجب قال الله تعالى حاضا الوالدين على تربية الأبناء قال
    تعالى (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا
    أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ
    عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ لَا
    يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ
    )
    (سورة التحريم : الآية 6 ) ،قال الأمام علي بن طالب (u) في قوله تعالى (
    قوا أنفسكم وأهلكم نارا ) قال : علموا أنفسكم وأهلكم الخير ) رواه الحاكم
    في مستدركه . وقد أكد الأمام ابن القيم هذه المسؤولية فقال ( رحمه الله قال
    بعض أهل العلم أن الله سبحانه وتعالى يسال الوالد عن ولده يوم القيامة قبل
    ان يسال الولد عن والده كما إن للأب على ابنه حقا فكما على أبيه حق فكما
    قال الله تعالى (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا
    وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا
    تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ
    تَعْمَلُون
    )( سورة العنكبوت : الآية 8 ) ، وقال تعالى (وَاعْبُدُوا
    اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا
    وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْمَسَاكِينِ
    وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ
    وَابْنِ
    السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ
    أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا
    يُحِبُّ
    مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا
    )( سورة النساء :
    الآية 36 ) قال الأمام ابن القيم وصية الله للآباء بأولادهم سابقة على
    وصية الأولاد بإبائهم قال الله تعالى : (وَلَا تَقْتُلُوا
    أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ
    قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا
    ) ( سورة الإسراء : الآية 31 )
    يحمل الإسلام الأبوين ومن يقوم مقامهما مسؤولية انحراف الأبناء ومن الأدلة
    القوية ذلك ما أخرجه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول
    الله ( e) ( ما من مولد إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو
    يمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء ) رواه
    البخاري ،ثم يقول أبو هريرة (t) ( فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل
    لخلق الله ذلك الدين القيم ) رواة البخاري ،ومن تمام مسؤولية الأبوين عن
    تربية أبنائهما محاسبتهما على التقصير في حقهما فقد روى النسائي وابن حيان
    في صحيحه مرفوعا قول الرسول (e) ( إن الله سائل كل راع عما استرعاه أحفظ
    أم ضيع ) حتى يسأل الرجل عن أهل بيته ومن الحديث المتفق عليه( كلكم راع
    وكلكم مسؤول عن رعيته الإمام راع وهو مسؤول عن رعيته والمرأة راعيه في بيت
    زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده وهو مسؤول عن رعيته
    وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) هذه مسؤولية الآباء والأمهات نحو أبنائهم
    والتي لا يمكن إن تعوض بغيرهم وقد اثبت الدراسات الميدانية أن غالب انحراف
    الناشئين يرجع إلى انحراف المربي والقيم على التربية وصدق القائل .
    وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان
    عـوده أبوه
    وما دان الـفتى بحجى
    ولكن يعود التدين أقربوه
    يرى علماء التربية إن دور الأم
    في تربية الطفل يسبق دور الأب وذلك لكثرة ملازمتها للطفل منذ تكوينه جنينيا
    في بطنها حتى يكبر وصدق الشاعر حافظ إبراهيم إذ يقول :
    الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق
    ومن حقوق الأبناء على الوالدين أن يعدل الوالدين بين أولادهم
    فلا يفضل أحد على أخر ولا يميز الذكور على الإناث والعدل بين الأولاد مطلوب
    في جميع الحالات سواء كان في العطاء أو في المحبة والقبلة أو في تقدم
    الهدايا والهبات والوصية أو في المعاملة فأنه يلزم الوالدين معاملة أولادهم
    بالعدل والمساواة . روى أبو داؤد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال
    رسول الله (e) ( من كانت له أنثى فلم يؤذها ولم يهنها ولم يؤثر ولده يعني
    الذكور عليها ادخله الله الجنة ) وبهذا العدل يستقيم أمر الأسرة وتنشا
    المحبة بين الجميع وتغرس الثقة بين أفراد الأسرة فلا مكان للأحقاد والبغضاء
    عندئذ وفي الحديث المتفق عليه يقول الرسول (e) ( اتقوا الله واعدلوا في
    أولادكم ) كما حث الإسلام على صحبة الصالحين والأخيار وحذر من صحبة الأشرار
    وفي الحديث الصحيح ( لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي ) وفي
    تميز الأصحاب الصالحين للأبناء حماية لهم من الوقوع في الانحراف والبعد بهم
    عن مزالق السوء ولقد أحسن من قال .

    واختر
    من الأصحاب كل مرشد
    وصحبه الأخيار للقلب دواء
    وصحبة الأشرار داء
    وعمى


    إن القرين بالقرين يقتدي
    تزيد
    القلب نشاطا وقوى
    تزيد القلب السقيم سقما
    كما حذر الإسلام الوالدين من إهمال تربية الأبناء لأن لها عواقب
    وخيمة ومن مظاهر الإهمال في تربية الأبناء تخلي الأبوين عن تربية أولادهما
    أما غفلة أو انصرافا عن هذه المسؤولية أو إهمالا لهذه الأمانة ولهذا
    الإهمال نتائج خطيرة منها إتاحة الفرصة لرفقاء السوء أن يصطادوا الأبناء
    المهملين من قبل آبائهم ومنها سرعة انجذاب الأولاد لداعي الفساد ومنها شيوع
    الجريمة في المجتمع ومن أحسن القصص الواعظة في هذا المجال القصة التالية (
    جاء رجل إلى عمر بن الخطاب (t) يشكو إليه عقوق ابنه فاحضر عمر الولد وأنبه
    على عقوقه لأبيه ونسيانه لحقوقه فقال الولد : يا أمير المؤمنين أليس للولد
    حقوق على أبيه قال بلى قال : فما هي يا أمير المؤمنين ؟ قال عمر : أن
    ينتقي أمه ويحسن أسمه ويعلمه الكتاب أي القراءة : قال الولد : يا أمير
    المؤمنين أن أبي لم يفعل شيئا من ذلك أما أمي فأنها زنجية كانت لمجوسي وقد
    سماني جعلا ( خنفسا ) ولم يعلمن من الكتابة حرفا واحدا فالتفت عمر إلى
    الرجل وقال له : جئت إلي تشكو عقوق ابنك وقد عققته وأسأت إليه قبل أن يسئ
    إليك )
    كما أكد الرسول الكريم محمد (e) أن أساس التنشئة
    الاجتماعية هو القران الكريم الذي يهذب الأخلاق ويصفي النفوس فلقد ضرب لنا
    الرسول (e) المثل الأعلى في توضيح تلك الأساليب فهو يطالب الآباء بالرفق
    بالأطفال وعلاج أخطائهم بروح الشفقة والعطف والرحمة وعلى الآباء معرفة
    البواعث التي أدت إلى هفواتهم والعمل على تداركها وإفهام الطفل نتيجتها ولم
    يفرض (e) الشدة والعنف في معاملة الأطفال .
    بعض
    أساليب التربية العربية الإسلامية :-

    تنوعت
    وتعددت أساليب التربية العربية الإسلامية وتطورت مع تطور المجتمع العربي
    الإسلامي وتطور مؤسساته التربوية وكانت ولازالت هذه المؤسسات تسعى إلى
    ترسيخ القيم الفاضلة في نفس الطفل المسلم لتجنبه للانزلاق في مهاوي
    الانحراف وما تحمله هذه الكلمة من مدلولات سيئة على مستوى الفرد والمجتمع
    فهي تربية تبعد الطفل عن أقران السوء وتوفر له بيئة سوية تجعل منه فردا
    متزنا سلوكيا وعاطفيا واجتماعيا ويمكن عرض بعض أساليب التربية العربية
    الإسلامية بما يأتي :

    1-أسلوب
    القدوة الحسنة :

    إن التقليد والمحاكاة أسلوب
    مقبول ومحبب لدى الطفل وخاصة في مراحل نموه الأولى فعن طريق هذا الأسلوب
    يكتسب الطفل ألوانا من السلوك تجعله يتسامى عن كثير من العادات والتصرفات
    غير مقبولة اجتماعيا وقد أمرنا الدين الإسلامي إلى الاقتداء بالرسول الكريم
    محمد (e) بقوله تعالى (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ
    أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ
    وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا
    ) ( سورة الأحزاب : الآية 21 ) وكذلك
    فقد نهانا الرسول الكريم عن مخالطة ومجالسة السيئ من الناس وشبه الجليس
    الصالح ببائع المسك وجليس السوء بنافخ الكير وفي هذا المثل دعوة لاختيار
    القدوة الحسنة التي يكون في تقليدها خير الفرد ومنفعته والتمسك بالسلوك
    القويم .
    كما إن القدوة
    السيئة لمرة واحدة تكفي لتدمير بنيان الطفل وانحرافه فعلى سبيل المثال يكفي
    ان يجد أبويه يكذبان أو يطلبان منه أن يكذب مرة واحدة لتدمير قاعدة الصدق
    لدى الطفل مدى الحياة .

    ويرى ابن خلدون بان
    للقدوة الحسنة آثرا كبيرا في اكتساب القيم والفضائل فيقول الاحتكاك
    بالصالحين ومحاكاتهم يكسب الإنسان العادات الحسنة والطبائع المرغوبة والسبب
    في ذلك إن البشر يأخذون معارفهم وأخلاقهم وما ينتحلونه من المذاهب
    والفضائل تارة علما أو تعليما وإلقاء وتارة محاكاة وتلقينا بالمباشرة إلا
    إن حصول الملكات عن المباشرة والتلقين أشد استحكاما وأقوى رسوخا


    2. أسلوب الترغيب
    والترهيب :

    من أساليب تربية الطفل أسلوب ترغيبه
    في كل ما هو خير وترهيبه من كل ما يزعجه ويضايقه بطريقة هادئة تتصف
    بالمرونة والصبر وينبغي أن يرسخ في ذهن الطفل أن السلوك الطيب نتائجه طيبة
    أما السلوك الشرير فنتائجه شريرة . ويعد أسلوب الترغيب والترهيب من أهم
    الأساليب التربوية وأبعدها أثرا لكونه يتماشى مع ما فطر الله عليه الإنسان
    من الرغبة في اللذة والنعم والرفاهية وحسن البقاء والرهبة من الألم
    والشقاء وسوء المصير .
    وقد امتدح القران الكريم أسلوب
    الرسول (e) في الترغيب (فَبمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ
    لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ
    فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ
    لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ
    وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ
    إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ )
    (
    سورة آل عمران : الآية 159) ومن هذه الآية الكريمة نستدل أن العنف والقسوة
    والغلظة مرفوضة في توجيه وتنشئة الطفل في منظور التربية العربية الإسلامية
    كذلك قوله تعالى من جاء بالحسنة فله عشرة أمثالها وقوله تعالى (هَلْ
    جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ
    )
    (
    سورة الرحمن : الآية 60 ) ومن الأمثلة على الترهيب قوله تعالى (يَاأَيُّهَا
    الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا
    النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا
    يَعْصُونَ اللَّهَ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا
    يُؤْمَرُونَ
    ) ( سورة التحريم : الآية 6 ) .

    3. أسلوب الموعظة :
    وهي من أهم الوسائل التربوية المؤثرة في تنشئة الطفل وإعداده
    خلقيا ونفسيا واجتماعيا وقد وجه القران الكريم الآباء أن يعظوا أبنائهم في
    محبة ورفق وأن يستعملوا أسلوب الخطاب الدال على المحبة والرفق والحرص عليهم
    ومن النماذج القرآنية التي استخدمت هذا الأسلوب قوله تعالى (وَإِذْ
    قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ
    بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ
    ) ( سورة لقمان :
    الآية 13) كما أن الوعظ لكي يكون ناجحا لابد ان يكون وجدانيا أي أن يخاطب
    الروح والقلب قبل أن يخاطب العقل
    .

    وقد ركز الأسلوب النبوي الشريف على أهمية الموعظة
    والنصيحة والإرشاد الهادف لما له من أثر فعال في التربية فأوجب علية
    والسلام النصيحة الخالصة على جميع المسلمين بعضهم تجاه بعض قال عليه الصلاة
    والسلام : الدين النصيحة : قلنا لمن ؟ قال : لله ولكتابه ولرسول ولائمة
    المسلمين وعامتهم .


    4. أسلوب التأديب :
    أن التأديب عملية تربوية تصاحب الطفل في كل مراحل نموه ويبدأ في
    سن مبكرة من حياته عندما تبدأ مظاهر النضج النفسي والذهني بشكل يمكنه من
    أدراك الأفكار والمفاهيم الخلقية الصحيحة وتوظيفها لصالح أهداف تربوية
    واجتماعية قال بعض الحكماء ( بادروا بتأديب الأطفال قبل تراكم الأشغال
    وتغرق البال ) .
    والتأديب التي تدعو إليه
    التربية العربية الإسلامية هو محاربة العنف والقسوة مع الطفل بهذا يضع
    المارودي التأديب في مقدمة واجبات المعلمين وبذلك يقول ( ومن آدابهم لا
    يعتقوا متعلما ولا يحقروا ناشئا ولا يستصغروا مبتدئا فأن ذلك أدعى إليهم
    وأعطف عليهم وأحدث إلى الرغبة فيما لديهم ). أن التعنف في مجال التربية
    والتعليم مرفوض في التعاليم الإسلامية حيث يستشهد المارودي بحديث الرسول
    الأعظم (e) علموا ولا تعنفوا فأن المعلم خير من المعنف )
    .
    في الأدب
    العربي الكثير من الحكم التي تحت الآباء على التأديب أبنائهم في الصغر من
    حتى يشبوا على فضيلة الأدب وهم كبار لأن (العلم في الصغر كالنقش على الحجر
    وقد جاء في العقد الفريد قول أحد الحكماء ( من أدب ولده صغيرا سر به كبيرا
    َ) ومن هنا كان حرص الآباء على تحديد المنهج التعليمي والتأديب الذي
    يتلقونه حتى ينهلوا من العلم أحسنه أفضله وأقربه من الإيمان والعقيدة ليشب
    الأبناء رجالا مخلصين لأمتهم ودينهم ويتحملون مسؤولياتهم أيا كان موقعهم
    والقدرة على مواجهة الحياة والتغلب على مشاكلهم .
    كما أثر
    التربية والتأديب الإسلامي في سلوكهم فقد حدث مع المأمون موقف حيث سأل
    المأمون الصبي فقال للصبي ابن من أنت فقال الصبي : أبن الأدب يا أمير
    المؤمنين فقال المأمون نعم النسب وأنشد يقول

    كن ابن من شئت واكتسب أدبا
    ان الفتى من يقول ها أنا ذا


    يغنيك محموده عن النسب
    ليس الفتى من يقول كان
    أبى


    5. أسلوب الملاحظة :
    ويقصد بالتربية بالملاحظة ملاحظة الطفل وملازمته في التكوين
    العقيدي الأخلاقي ومراقبته وملاحظته في الإعداد النفسي والاجتماعي والسؤال
    المستمر عن وضعه وحاله في تربيته الجسمية وتحصيله العلمي ولا شك أن هذه
    التربية تعد من أقوى الأسس في أيجاد الإنسان المتوازن المتكامل وتدفعه إلى
    إن ينهض بمسؤولياته ويضطلع بواجباته على أكمل وجه وتجعل منه مسلما حقيقيا
    وقد حث الإسلام بمبادئه الشاملة وأنظمة الخالدة الآباء والأمهات والمربين
    جميعا على أن يهتموا بملازمة ومراقبة أبنائهم في كل ناحية من نواحي الحياة
    ومن الأمور التي يجب ملاحظتها عند الأبناء ما يتعلمه الطفل من مبادئ وأفكار
    ومعتقدات وما يطالعه من كتب ومجلات ونشرات ، ومن يصاحبهم من الرفاق وأقران
    وملاحظة مدى صدق الأبناء وأمانتهم وقدرتهم على حفظ اللسان ليقف على حقيقة
    ما وصلت إليه التربية لديهم فان وجد فيهم خيرا أثنى عليه وشجعه وأن وجد
    فيهم شرا عدله وقومه .


    6. أسلوب
    التربية بالعمل :

    وهو أسلوب يعتمد على تطبيق ما
    تعلمه الطفل من أسرته أو مدرسته من معارف وسلوكيات وتوظيفها في حياته
    العلمية مستعينا بذلك بمعلمه أو مؤدبه فأنماط السلوك لا يكسبها الفرد إلا
    إذ قام بتطبيقها أصبحت عادة لديه وبذلك يقول عز وجل (يَاأَيُّهَا
    الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ(2)كَبُرَ مَقْتًا
    عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ
    ) ( سورة الصف :
    الآية 2-3 )
    كما تعتبر الممارسة العملية مدخلا مهما في
    تعلم القيم والفضائل وآداب السلوك الاجتماعي كما أنها تكسب النفس الإنسانية
    العادة السلوكية طال الزمن أو قصر والعادة لها تغلغل في النفس يجعلها أمرا
    محببا وحتى تتمكن من النفس تكون بمثابة الخلق الفطري . ومن الأمور المقررة
    في شريعة الإسلام أن الإنسان مفطور منذ وجوده على التوحيد الخالص والدين
    القيم والإيمان بالله مصداقا لقوله تعالى (فَأَقِمْ وَجْهَكَ
    لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا
    لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ
    أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
    ) 0 (سورة الروم : الآية 30)
    ،ويقول عليه السلام أيضا ( كل مولود يولد على الفطرة ) من هنا يأتي دور
    التعويد والتلقين والتأديب في نشأة الأبناء على التوحيد الخالص والمكارم
    الخلقية والفضائل النفسية والأدب الشرعي الحنيف .


    ولقد اهتم المفكرون المسلمون بهذا الأسلوب التربوي فالغزالي يرى ضرورة
    تحقيق التطابق والتكافؤ بين النظر والعمل يستدل على ذلك بقول الله تعالى (أَتَأْمُرُونَ
    النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ
    الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ
    )( سورة البقرة : الآية 44 ) وقول
    رسول الله (e) : لا يكون المرء عالما حتى يكون بعلمه عاملا) .

    7. أسلوب
    تفريغ الطاقة وعدم كبتها :

    وهذه من وسائل
    الإسلام في تربية الإنسان وفي علاجه فتفريغ الشحنات المتجمعة في نفسه وجسمه
    وروحه وعقله في سبيل وقلبه المتجمع وتوجيهها وجهتها الصحيحة لعمل الخير في
    سبيل الله يحب الحق وخدمته وكره الباطل وهدمه تترك للطفل فرصه الاختبار
    واحترام ميوله وتقديمها
    .


    8. أسلوب
    التربية باللعب والرياضة :

    أن ممارسة اللعب
    والرياضة هو الآخر من أساليب التربية العربية الإسلامية فالفروسية والرماية
    وركوب الخيل والسباحة أنماط من التربية البدنية كانت شائعة في المجتمع
    العربي الإسلامي وقد شجع المسلمون أبنائهم على ممارستها والتخلق
    بأخلاقياتها وكان ذلك أمرا ضروريا لمواجهة متطلبات الجهاد الذي يعتمد على
    القوة البدنية إضافة إلى القوة العقلية ، أن روح الإسلام تدعو إلى القوة
    البدنية وهذا ما دعاه عمر (t) عندما كتب إلى الآفاق في توجيه المجتمع
    الإسلامي ( علموا أولادكم العوم والرماية ومروهم فليثبوا على الخيل وثبا
    ورووهم ما جمل من الشعر وخير خلق المرأة المغزل ) ومن وصايا في المجال
    الصحة البدنية ( إياكم والبطنة فأنها مكسلة عن الصلاة مفسدة للجسد موروثة
    للسقم ) .


    9. أسلوب الإقناع
    الفكري :

    يعتبر الإقناع من أهم وسائل التربية في
    التعليم وهو من أول الطرائق التي أستخدمها القران الكريم وسلكها الرسول
    صلى الله علية وسلم معظم الحقائق التي اشتمل عليها الإسلام . وقد دعا
    الإسلام إلى استعمال العقل والتفكير المنطق السليم في فهم حقائق الأشياء
    والتمييز بين الحق والباطل والصواب والخطأ بالحجة والبرهان وليس التقليد
    الأعمى أو بالإكراه ، ويكون الإقناع الفكري عن طريق التعليم المباشر أو غير
    المباشر أو عن طريق المجادلة بالتي هي أحسن . والنفس البشرية بها ميل إلى
    الاستجابة إذا اقتنعت والقران الكريم يحث على إقناع الناس بما ينبغي أن
    يتخذوه سلوكا لهم ، وقد أمر الله سبحانه وتعالى نبيه الكريم في هذا الصدد
    قائلها (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ
    وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ
    رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ
    بِالْمُهْتَدِينَ
    ) ( سورة النحل : الآية 125 ) فعلى الآباء
    والمربين والمسؤولين عن التربية احترام عقول الناس وتشجيع المبادرات
    الفكرية وكل ما يؤدي إلى الاقتناع عن فهم .


    10- أسلوب التربية
    بالقصص :

    يعتبر هذا الأسلوب من أهم أساليب
    التربية الحديثة وذلك لما للقصص من تأثير نفسي في الأفراد خاصة إذا ما
    وضعت في قالب مشوق يشد الانتباه ويؤثر في العواطف والوجدان ، وقد أبرز
    القران الكريم أهمية القصص الإيجابية وتأثيرها النفسي والأخلاق في التربية
    وتهذيب النفوس في مواضع كثيرة منها قوله تعالى (نَحْنُ نَقُصُّ
    عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ
    وَإِنْ كُنتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنْ الْغَافِلِينَ
    ) . ( سورة يوسف
    ، الآية : 3 )،وإذا كنا نسلم بأهمية القصة ودورها الواضح في التوجيه
    التربوي فأن علينا أن نقرر أن الشأن ليس من أيراد القصة بأي شكل كان بل
    لابد من الوقوف على الطريقة التربوية التي يجب ان يتم نسج القصة على أساسها
    ويتمثل ذلك اقتداء بالقصص القرآني بإيراد المواقف التي لها علاقة بالغرض
    الذي ذكرت القصة من أجله والتغاضي عما عداها من التفاصيل وأن يتم إدماج
    العبر والعظات في ثناياها ‌كي لا يندمج السامع مع الأحداث بكل تفكيره وينسى
    الهدف الأساسي من القصة فإذا فقدت هذه العناصر غاب عنصر التربية والتوجيه
    منها بسبب تغلب تسلسل الأحداث فيها على ما في مضمونها من عبرة ومعنى .

    كما تناول الفلاسفة المسلمون أساليب المعاملة الوالدية
    في كتاباتهم فقد أشار الغزالي
    (450-505 هـ ) التربية عنده
    تبدأ في محيط الأسرة أولا وأن الطفل تتشكل مكونات شخصيته على يد والديه
    وأن تبدأ حضانته على يد امرأة صالحة متدينة ويوصي أن يبتعد عن أقران السوء
    من الأطفال ويتعود على الخشونة كما ينصح الغزالي تجنب استعمال القسوة في
    تهذيب السلوك كما نصح بعدهم التمادي في العقاب والتأنيب ذلك لآن الصبي سوف
    يهون عليه سماع الملامة وركوب القبائح ويسقط وقع الكلام من قلبه فليكن الأب
    حافظا هبيته في الكلام معه فلا يوبخه إلا أحيانا ألام تخوفه بالأب وتزجره
    أحيانا .
    ويمكن تلخيص أهم المبادئ التربوية التي أوصى بها
    الغزالي في تنشئة الطفل بما يلي :

    -
    ألا يقوم بإرضاعه وحضانته إلا امرأة صالحة
    - ألا يعود
    الطفل على التدليل بل يعود على الخشونة
    - أن يبتعد الطفل
    عن أقران السوء
    - أن يمنع الطفل من لغو الكلام ومن السب
    واللعن
    - أن يحسن الطفل الاستماع إذا ما تكلم غيره ممن هم
    اكبر منه سنا
    - أن يمارس الطفل العبادات كالصلاة والصوم
    - ويجب تكريم الطفل ومدحه على ما يأتي من أفعال حميدة
    والاقتصاد في لومه وتأنيبه إذا أخطأ
    - يجب أن يعود
    الطفل على المشي والحركة الرياضة البدنية حتى لا يغلب عليه الكسل .

    - فقد تناول الغزالي كل جوانب شخصية الطفل الجسمية والعقلية
    والوجدانية وهذا هو الاتجاه المعاصر للتربية الحديثة .


    ابن سينا ( 370 -428هـ ) :
    لابن سينا آراء فقد تكون قريبة من آراء المتحدثين في ميدان
    التربية وعلم النفس وقد أولى اهتماما خاصا بالعناية بتربية الطفل وتأديبه
    منذ الطفولة المبكرة أشار إذا ما أهمل تأديب الطفل في سن المبكرة فمن الصعب
    لاحقا عليه التخلص من الأخلاق الذميمة والعادات السيئة وبذلك قد سبق ابن
    سينا فرويد وعلماء النفس المتحدثين الذين انتهوا إلى ضرورة الاهتمام
    بالسنوات الأولى من حياة الطفل التي تتشكل خلالها سماته الخلقية في موضوع
    استخدام الثواب والعقاب في تأديب الطفل يوصي ابن سينا فيقول ( إذا فطم
    الصبي عن الرضاع ابدي بتأديبه ورياضة أخلاقه قبل أن تهجم عليه الأخلاق
    اللئيمة وتفاجئه الشيم الذميمة فان الصبي تتبادر إليه مساوئ الأخلاق وتنال
    عليه الضرائب الخبيثة وينكب عنه معايب العادات بالترهيب والترغيب والإيحاء
    والإقبال وبالأعراض والإقبال وبالحمد مرة وبالتوبيخ أخرى ما كان كافيا فان
    احتاج إلى الاستعانة باليد لم يحجم عنه وليكن أول الضرب قليلا موجعا كما
    أشار به الحكماء قبل بعد الإرهاب الشديد وبعد إعداد الشفعاء فان الضربة
    الأولى إذا كانت موجعة ساء ظن الصبي بما بعدها واشتد منها خوفه وإذا كانت
    خفيفة غير مؤلمة حسن ظنه بالباقي فلم يجعل به .

    الشيخ أبو الحسن علي الماوردي
    الماوردي واضح الاتجاه التربوي في موضوع اللاعنف كمبدأ أساس في
    التربية والتعليم وبذلك فانه يتفق والاتجاه القائم الآن في التربية في
    مراعاة الاعتبارات النفسية عند المتعلم وضرورة الآخذ بها لسد حاجات
    المتعلم،ويرفض بشدة العنف في مجال التربية والتعليم انطلاقا من مبادئ
    الشريعة الإسلامية السمحاء ويستند بذلك إلى حديث الرسول الكريم (e) ،
    ( علموا ولا تعنفوا فان المعلم خير من المعنف ) وفي رأيه فان
    العنف يولد الخوف والقلق عند المتعلمين كما ويطلب من المربين إن يتقبلوا
    طلابهم وان يأخذوا الجوانب الإيجابية عند المتعلم لزرع الثقة في نفسه
    والرفع من شانه .

    ابن
    خلدون :

    تعتمد آراء ابن خلدون في أساليب التعليم
    وجانب العقاب والثواب منها على مبدأ معروف وهي الشدة على المتعلمين مضرة
    بهم خصوصا في المرحلة المبكرة من حياة الطفل فهو يرى بان استخدام العنف مع
    الطفل يكون بمثابة الكبت على نفس الطفل وذلك لان طبيعة الطفل النفسية حسب
    رأيه تكون منبسطة وتمتلك نشاطا وحيوية فالعنف والشدة في التعامل مع الطفل
    أسلوب يدفعه إلى الكذب والخبث والفساد والاعتماد على الغير وله تأثير سلبي
    على تنشئته في المستقبل في مرحلة صباه .

    أما مصادر التنشئة الإسلامية ثلاث هي :

    • القران الكريم
    • السنة النبوية
    • منهج السلف الصالح


    كما يكفي للدلالة على مكانة الأبناء ان رب العزة قد اقسم
    في القران الكريم بالوالد والولد فيقول جل من قائل (لَا أُقْسِمُ
    بِهَذَا الْبَلَدِ(1)وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ(2)وَوَالِدٍ وَمَا
    وَلَدَ(3)لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ(4)
    ) . ( سورة
    البلد : الآية 1-4 ) ،فالابن زينة للحياة والابن قرة للعين كما يقول رب
    العزة في القران الكريم قال تعالى (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ
    الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ
    رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا
    ) ( سورة الكهف : الآية 46)
    كما قال تعالى (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ
    أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا
    لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا
    )( سورة الفرقان : الآية
    74 ) وقال تعالى على لسان امرأة فرعون،
    (وَقَالَتْ
    امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى
    أَنْ يَنفَعَنَا لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ
    وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ
    ) ( سورة القصص :الآية 9) كما
    قال الرسول الكريم محمد (ص) ( لاعب ابنك سبعا وأدبه سبعا وصاحبه ثم أطلق
    حبله على غاربه ) .
    كما نأتي إلى موضوع
    الأم

    الأمومة مشتقة من الأُمّ ، وأُمّ كل
    شيء: معظمه ، ويقال لكل شيء اجتمع إليه شيء آخر فضمّه : هو أُم له (فأُمُّه
    هاوية) القارعة: والأمومة:

    عاطفة رُكزت في
    الأُنثى السوية، تدفعها إلى مزيد من الرحمة والشَفقة.
    ولقد أوصى القرآن
    الكريم بالأم، وكرر تلك الوصية لفضل الأم ومكانتها فقال سبحانه : (ووصّينا
    الإنسان بوالديه حَملته أمه وَهْناً على وهن، وفِصاله في عامين أنْ اشكر
    لي ولوالديك إليّ المصير. وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا
    تُطعهما وصاحِبْهما في الدنيا معروفاً واتبع سبيل من أناب إلي ثم إليّ
    مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون) . لقمان:14-15 .
    وكررّ هذه الوصية
    فقال: ( ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً حملته أمه كُرهاً ووضعته كُرها
    وحملُه وفصاله ثلاثون شهراً ) . الأحقاف:15 .
    وفضل الأم على الأب له
    موجباته وهو الحمل والرضاع والرعاية.


    قرت قصة على احد المواقع والله يدمع العين قصة معبرة عن
    الأم وتضحياتها لأبنائها اللا محدود سوف اسردها عليكم أخوتي الأعزاء

    كان لأمي عين واحدة وقد كرهتها لأنها كانت تسبب لي الإحراج
    وكانت تعمل طاهية في المدرسة التي أتعلم فيها لتعيل العائلة ذات يوم في
    المرحلة الابتدائية جاءت لتطمئن علي تجاهلتها ورميتها بنظرة مليئة بالكره
    وفي اليوم التالي قال احد التلاميذ أمك بعين واحدة .......ووووو وحينها
    تمنيت ان ادفن نفسي وان تختفي امي من حياتي في اليوم التالي واجهتها لقد
    جعلت ِمني أضحوكة لم لا تموتين ولكنها لم تجب لم أكن مترددا فيما قلت ولم
    أفكر بكلامي لأني كنت غاضبا جدا ولم أبالي لمشاعرها وأردت مغادرة المكان
    درست بجد وحصلت على منحة للدراسة في سنغافورة وفعلا ذهبت ودرست ثم تزوجت
    واشتريت بيتا وأنجبت أولادا وكنت سعيدا ومرتاحا في حياتي وفي يوم من الأيام
    أتت أمي لزيارتي ولم تكن قد رأتني منذ سنوات ولم ترى أحفادها أبدا وقفت
    على الباب واخذ أولادي يضحكون صرخت كيف تجرأت ِواتيت ِلتخيفي أطفالي اخرجي
    حالا

    أجابت بهدوء آسفة .....أخطأت العنوان على
    ما يبدو واختفت وذات يوم وصلتني رسالة من المدرسة تدعوني لجمع الشمل
    العائلي فكذبت على زوجتي وأخبرتها إنني سأذهب في رحلة عمل بعد الاجتماع
    ذهبت إلى البيت القديم الذي كنا نعيش فيه اخبرني الجيران ان أمي توفيت لم
    اذرف ولو دمعة واحدة قاموا بتسليمي رسالة من أمي ابني الحبيب لطالما فكرت
    بك آسفة لمجيئي إلى سنغافورة وإخافة أولادك كنت سعيدة جدا عندما سمعت انك
    سوف تأتي للاجتماع ولكنني قد لا استطيع مغادرة السرير لرؤيتك آسفة لأنني
    سببت لك الإحراج مرات ومرات في حياتك هل تعلم لقد تعرضت لحادث عندما كنت
    صغيرا وقد فقدت عينك وكأي أم لم استطيع أن أراك تكبر بعين واحدة ولهذا
    أعطيتك عيني وكنت سعيدة وفخورة جدا لان ابني يستطيع رؤية العالم بعيني مع
    حبي أمك .

    أخوتي انظروا إلى رحمة الأم على
    أطفالها



    د. فضيلة عرفات
    الاستشاري
    الاستشاري
    المدير العام
    المدير العام

    عدد المساهمات : 2664
    تاريخ التسجيل : 21/03/2008
    السٌّمعَة : 111

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

    تربية الناشئة ... و دور الأب Empty رد: تربية الناشئة ... و دور الأب

    مُساهمة من طرف وما توفيقي الا بالله الجمعة أبريل 16, 2010 2:39 am

    بارك الله فيك وجزاك الله خير وجعله الله في ميزان حسناتك
    وما توفيقي الا بالله
    وما توفيقي الا بالله
    استشاري معتمد
    استشاري معتمد

    ذكر عدد المساهمات : 104
    العمر : 54
    تاريخ التسجيل : 25/12/2009
    السٌّمعَة : 2

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

    الرجوع الى أعلى الصفحة

    - مواضيع مماثلة

     
    صلاحيات هذا المنتدى:
    لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى