بوفيه مفتوح فقط _ يعني تاكل بيديك ورجليك لين تشبع

كانت أم زياد وأبا زياد يتناقشان في نوعية العشاء الذي سيكون في ليلة
زفاف ابنتهم (أماني) فالزواج قد اقترب موعده ولابد أن يكون كل شيء جاهزاً
ومناسباً لتلك الليلة التي طال انتظارها، كيف لا وهو زواج غاليتهم أماني.
وكانت أم زياد مصرة على أن يكون العشاء(بوفيه مفتوح فقط _ يعني تاكل
بيديك ورجليك لين تشبع) وأبو زياد كان مصراً على أن يكون العشاء للرجال
وللنساء، بنظام المفاطيح فقط (أي خروف كامل) فالمدعوون من كبار السن
كثيرون، وهذا هو ما يناسبهم، ويقول: بأن نظام البوفيه متعب ومكلف جداً،
فلابد أن يصاحبه حلى من محل معين, وكذلك لابد أن يكون معه ورود طبيعية،
وشمعدانات، وغيرها من الكماليات المصاحبة للبوفيه والتي لا تنتهي أبداً،
وأيضاً فإنك رغم كل ما تبذله فلن ينال كل ذلك من استحسان المدعوين
والمدعوات!! فإرضاء الناس غاية لا تدرك مهما حاولت.
لكن يا عيني عليك يا أبو زياد, فمن يسمع ومن يعي؟ فأم زياد قد أصرت على
رأيها قائلة: هذه أول بنت تتزوج لنا، فماذا تريد الناس أن يقولون عنا
بخلاء؟ بل ألم تحسب لأرحامك الجدد ونظرتهم لنا أي حساب؟!ماذا جرى لك يا
رجل؟ هل هذا هو فرحك بزواج ابنتك؟
وهنا كانت بداية الخلاف ونشوب الحريق بين الزوجين، فكل منهما قد أصر على
رأيه، دون أن يقدم أدنى تنازل!
أثناء ذلك دق جرس البيت، وماهي إلا لحظات حتى جاء الصغار يتراكضون
مرددين(خالي عبدالله جاء، خالي عبدالله جاء)
ذهب أبو زياد واستقبل الخال وأدخله المجلس، وبعد قليل جاءت أم زياد
حاملة القهوة، وجلست، وما إن جلست حتى بدأ أبو زياد بالتذمر والشكوى لأخيها
منها، وأخبره قصة الاختلاف معها حول نوعية العشاء.
فقال الخال: عندي لكم حل وسط، اجعلوا العشاء بوفيه مفتوح وضعوا معه
مفطحين اثنين جانبيه.
وبعد عدة محاولات اقتنع أبو زياد برأي الخال على مضض، رغم وجهه العابس
بعض الشيء.>>(مسكين)
حان موعد ليلة الزفاف، وكانت أم زياد لم تنم منذ يومين، سوى ساعات
قليلة، فقد قضتهما مهرولة مابين محلات الورود والحلويات والشمعدانات
والصبابات وغيروا….وغيروا…
وكانت ليلة الزفاف، وأم زياد كانت كالنحلة تحلق بين المدعوات لترى هل
ينقصهن شيء، وهل تم كل شيء على أكمل وجه.
كانت أم زياد سعيدة جداً بزواج ابنتها، وسعيدة جداً بأن كل شيء تم كما
أرادت هي…
حان وقت العشاء، ونادت أم زياد على المدعوات لكي يتفضلوا لتناول العشاء،
وبعدها بوقت ليس طويل ذهبت أم زياد ودخلت إلى (الحمام) أجلكم الله، وأثناء
ذلك سمعت الحديث التالي لمرأتين قريبتين من شباك الحمام (المرأة الأولى:
هل لاحظتي مثلي بأن اللحمة ما استوت، لقد كانت قاسية جداً عند المضغ!!)
(المرأة الثانية:صحيح وحتى حلى القهوة والعشاء كان من محل رخيص جدا!!)
المرأة الأولى: سبحان الله، هؤلاء ناس كلما ازدادوا فلوساً، كلما ازدادوا
بخلاً، أمرهم عجيب!!
وكل ذلك كان على مسمع السيدة أم زياد، والتي لم تعرف أبداً بأن اللحمة
لن تستوي ولن تنضج أبداً في أفواه المدعوات، وبأن تلك الأنواع من الحلويات
لن تروق لهن مهما فعلت.الخبرة .. هي المشط الذي تعطيك إياه الحياة .. عندما تكون قد فقدتَ شعرك..!