المواضيع الأخيرة
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
د محمد سردار رحمه الله - 3791 | ||||
الاستشاري - 2664 | ||||
غريب الامارات - 1632 | ||||
شام - 1616 | ||||
Admin - 1570 | ||||
ام المجد - 1508 | ||||
المتميز - 883 | ||||
ود - 759 | ||||
شيماء الشام - 733 | ||||
المتمردة - 499 |
أهلا بكم
دعمكم لهذا المنتدى يكون بتبادل الفائدة وابداء الرأي نتمنى أن نتشرف بكم كأعضاء واستشاريين - بوجودكم سيكون المنتدى أجمللوحة ترحيب
أهلا بك من جديد يا زائرآخر زيارة لك كانت في
آخر عضو مسجل زمرد١١فمرحبا بكم
أهلا بكم
دعمكم لهذا المنتدى يكون بتبادل الفائدة وابداء الرأي نتمنى أن نتشرف بكم كأعضاء واستشاريين - بوجودكم سيكون المنتدى أجملإعلانات تجارية
لا يوجد حالياً أي إعلان
جديد الاعلانات feedburner
http://feeds.feehttp://feeds.feedburner.com/akbarmontadacom/Bwkxdburner.com/akbarmontadacom/Bwkxوبدأت تحكي لي قصتها مع حماتها
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
وبدأت تحكي لي قصتها مع حماتها
وبدأت تحكي لي قصتها بوجدانها ولسانها معاً, قائلة:
منذ أكثر من خمسين عاماً كنت في نهاية مرحلة الطفولة وبداية مرحلة المراهقة كما تسمونها الآن, إذ لم تكن هذه التسمية معهودة في زمننا, لأن الطابع العام للناس كان هو الرضا وعدم التذمر, وخصوصا أمام الأكبر سناً؛ كنت ذات مرة ألعب في غرفتي مع ابنة الجيران بالعرائس التي كانت تخاط في تلك الأيام من القماش وتحشى بالقطن, فنادتني أمي قائلة لي أن والدي يريد الحديث معي؛ وكان رحمه الله وقوراً وليس من عادته أن يتحدث إلينا بأمر إلا فيما ندر, بل طلباته وأوامره تُنقل إلينا عادة بواسطة الوالدة التي كانت تهابه كما نهابه نحن تقريباً, فاستأذنتُ صديقتي وهرعت إلى أبي في غرفته, فإذا سيماء الجدّ تلوح على محيّاه أكثر من ذي قبل, وإذا به يطلب مني أن أضع علي ملابس مناسبة لأدخل على ضيوفه الرجال, وهم الشيخ الذي سوف يعقد قراني على الرجل الذي سيكون زوجي, وشاهدان هما خالي وأخي الكبير, ولم يكن ثمة مجال للاستفسار أو الاعتراض أو التساؤل, فأذعنت لأمر والدي وخرجت فوجدت أمي تنتظرني بلهفة, ثم أخذت بيدي واختارت لي ثوباً جميلاً من دولاب ملابسها بدا فضفاضاً علي وغطت شعري بخمار سابغ, وقالت لي: إذا سألك الشيخ هل تتزوجين ذلك الرجل؟ فكوني خجولة واصمتي ولا تجيبي.
كنت مشدودة بكل جوارحي لقصة جارتي فلم يَسع مخيلتي أن ترسم صورة كاملة للطفلة التي ستغدو امرأة بين عشية وضحاها, وتابعتْ قائلة: كان السمع والطاعة هو السائد في ذلك الوقت, ففعلت كما أمرتني أمي, وكنت في داخلي - وإن لم يخبرني أحد- أعلم أن صمتي يعني رضاي بهذا الرجل الذي لم أره من قبل, وبالطبع عندما دخلت مجلس الرجال لم أستطع رفع عيني عن موطئ قدمي, وإن كنت قد لمحت طرف عباءة الشيخ وأُفلتت لمحة أخرى مني فرأيت حذاء مختلفاً عن أحذية أسرتنا, فعلمت أن منتعله هو من سيكون زوجي؛ وبما أنه كان قريباً لنا ولو من بعيد, فإن عقد قراني تَمّ دون أن يزيد مهري على دراهم معدودة كما أعلمتني أمي فيما بعد, لأن الحياة كانت بسيطة وقتها والناس يأمنون بعضهم بعضاً اعتماداً على أعراف اجتماعية خيرةً تداولوها كابراً عن كابر.
كانت التقاليد تفضي بالمتزوجة حديثاً لتعيش في كنف أسرة زوجها, فمن المعيب أن يسكن الرجل في غير منزل أهله وإلا اعتبروه عاقاً لهم, وهكذا كان مصيري, ووجدت نفسي خادمة مطيعة لأهل زوجي, ولم يكن يخفف عني هذا العبء المضني سوى حبه لي وإن كان لا يظهره أمامهم كي لا يطلقوا عليه من الألقاب الشائنة ما يعيب رجولته ويقلِّل مكانته, ولم يكن هذا ليضيرني, فثقافة المجتمع - كما قدمت لك - هي السمع والطاعة للأكبر سناً سواء كانوا هم الوالدان أو والدا الزوج أو غيرهم, لكن ما كان يؤرقني هو والدة زوجي التي كانت لا تكف عن انتقادي, فمهما فعلت لا يعجبها العجب ولا الصيام في رجب كما يقول المثل, وربما كانت على حق وقتها لأني فعلا كنت لا أتقن الكثير من الأعمال المنزلية, وإن كنت سابقاً أهوى تحضير أطباق الطعام مع والدتي, لكني مع حماتي ولكثرة انتقاداتها لي كنت أهرب من مساعدتها وألجأ إلى غرفتي, فتزيد من تأنيبها لي فأنا في نظرها كسولة لا أحسن إلا اللعب والضحك والنوم, وكم حاولت وحاولت أن أغير نظرتها لي بالتفاني في خدمتها ومساعدتها, لكن نظرتها السوداوية لي لم تتغير, وأسلوبها المنتقد لي لم يخفّ, ولسانها الحاد لم يكلّ, فأصبحت أشكو لزوجي تصرفاتها دون أن يستطيع فعل شيء سوى تذكيري بأنها أمه وأنّ من واجبي أن أحتملها وأسعى إلى رضاها؛ فلم يكن مني إلا أن حاولت الخروج على سيطرتها, مرة بالكلام ومرة بفعل عكس ما تأمر به, حتى زادت الفجوة بيني وبينها؛ ولم يكن ثمة مجال لإصلاح أو شكوى لأهلي, فأمي لا تنقل لأبي ما أنقله لها عن حالتي, بل تحدثني في كل مرة عن فضائل الصبر حتى كرهت تلك الكلمة "الصبر" وتحولتْ حياتي إلى ما يشبه الجحيم, فماذا فعلت حتى أتخلص من هذا الكابوس؟
اغتنمت فرصة وجودي مع والدتي في السوق في إحدى المرات القليلة التي كنت أخرج فيها؛ فغبت عن عينيها برهة ودلفت إلى دكان العطار الذي يعرفني منذ كنت طفلة, وأخبرته بمشكلتي مع حماتي, وطلبت منه أن يساعدني بإعطائي سماً لأضعه في طعامها, ففكّر العطار قليلا, ثم قال لي: هل تعدينني أن يبقى الأمر سراً بيننا وأن تنفذي ما أطلبه منك تماما؟ فأجبته بالإيجاب, فدخل إلى غرفة خلفية في دكانه, وعاد وبيده لفة فتحها أمامي فرأيت فيها شيئاً أشبه بالبهار الأبيض, ثم قال: هذا طلبك؛ عليك أن تضعي مقداراً قليلاً من هذه المادة كل يوم في طبقها الخاص, بحيث يتغلغل السم في جسد حماتك تدريجياً وليس بشكل فجائي, وذلك كي لا تموت بسرعة فيشتبهون بك, فتقومين بالاعتراف علي فأخسر سمعتي بين الناس وأتحول إلى مجرم, وأنا إنما أريد مساعدتك, ولذا فمن واجبك كي لا يشكّ بك أحد أن تعامليها أحسن معاملة هذه الفترة وكأنها والدتك الحقيقية بل كأنها ملكة إن استطعت.
شكرت العطار من قلبي, وعدت إلى منزلي وقد عزمت على تنفيذ ما طلبه مني حرفياً كي تموت دون أن يشعر أحد بأني سبب موتها, وهكذا زين لي شيطاني أن أتخلص من تلك المرأة التي أحالت حياتي إلى نكد وهمّ وحزن, فإما طلاقي من زوجي الذي يحبني, وإما هلاكي ومرضي بسبب قسوة معاملتها, وهكذا مضى اليوم وراء اليوم وأتى الشهر وراء الشهر, وأنا أتقرب منها وأتزلف إليها ولا أدع أحداً يخدمها سواي حرصاً مني على أن أضع لها في طبقها شيئاً من تلك المادة السامة حتى يحين أجلها الذي لم أكن أتخيل إلا أنه حاصل اليوم أو غداً.
مضت شهور ستة, وحماتي لم تمت, لكن لطيب معاملتي لها تلك الفترة وإغراقي إياها بالشكر على ما صنعت وما لم تصنع, وطاعتي لها على ما اقتنعت به من كلامها وما لم أَقْنع, انقلب حالها معي وتغيرت معاملتها لي فأصبحتُ أحبّ إليها من ابنتها التي ولدتها, وصارت لا تخرج إلى مكان إلا وتصطحبني معها, وحيثما وجدت أحداً من معارفها قدمتني لهم على أنني أفضل امرأة تحلم بها أم كزوجة لابنها, ورويداً رويداً تحوّل كرهها في قلبي إلى حب, فصرت أقدم لها ذلك الطبق دون أن أضيف إليه السمّ, ولكني خشيت أن تسبب الكمية التي تناولتها سابقاً أي تأثير قادم أو أذى مقبل على صحتها وجسمها, فذهبت إلى ذلك العطار أسأله المعونة على استخراج ذلك السم من جسدها, وأخبرته أنها تغيرت وأصبحت معاملتها لي كمعاملة الأم لابنتها, فجاءني جواب العطار وكأنه ماء بارد سُكب على جسدي:
لا تقلقي يا ابنتي, فتلك المادة التي أعطيتك إياها ليست سوى مادة مقوية لجسدها ليتمكن من مقاومة الشيخوخة. السم الحقيقي كان في نظرتك إليها فأنت لم تتقبليها كأم, فأصبحت بالنسبة لك عدوة, أما عندما عاملتها بالحب واللطف فقد عاملتْك بالمثل, وهكذا انسحب السم كله من عقلك وقلبك, فبالحب وحده تزول كل سموم الحياة.
ختمت جارتي العزيزة قصتها قائلة: عاملي الناس بالطريقة التي تريدين أن يعاملوك بها مستقبلا, فكل من يحبّ الناس سيكون محبوباً لهم, وربما كان لله حكمة أن يغيّر الأشخاص الآخرين من خلالنا نحن.
مغزى هذه القصة ليس جديداً على تراثنا المضيء, فكسب الصداقة أفضل بكثير من مواجهة العداوة, أو ليس ذلك في ثقافتنا المستمدة من القرآن الكريم:{ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم}؟ صدق الله العظيم.
منذ أكثر من خمسين عاماً كنت في نهاية مرحلة الطفولة وبداية مرحلة المراهقة كما تسمونها الآن, إذ لم تكن هذه التسمية معهودة في زمننا, لأن الطابع العام للناس كان هو الرضا وعدم التذمر, وخصوصا أمام الأكبر سناً؛ كنت ذات مرة ألعب في غرفتي مع ابنة الجيران بالعرائس التي كانت تخاط في تلك الأيام من القماش وتحشى بالقطن, فنادتني أمي قائلة لي أن والدي يريد الحديث معي؛ وكان رحمه الله وقوراً وليس من عادته أن يتحدث إلينا بأمر إلا فيما ندر, بل طلباته وأوامره تُنقل إلينا عادة بواسطة الوالدة التي كانت تهابه كما نهابه نحن تقريباً, فاستأذنتُ صديقتي وهرعت إلى أبي في غرفته, فإذا سيماء الجدّ تلوح على محيّاه أكثر من ذي قبل, وإذا به يطلب مني أن أضع علي ملابس مناسبة لأدخل على ضيوفه الرجال, وهم الشيخ الذي سوف يعقد قراني على الرجل الذي سيكون زوجي, وشاهدان هما خالي وأخي الكبير, ولم يكن ثمة مجال للاستفسار أو الاعتراض أو التساؤل, فأذعنت لأمر والدي وخرجت فوجدت أمي تنتظرني بلهفة, ثم أخذت بيدي واختارت لي ثوباً جميلاً من دولاب ملابسها بدا فضفاضاً علي وغطت شعري بخمار سابغ, وقالت لي: إذا سألك الشيخ هل تتزوجين ذلك الرجل؟ فكوني خجولة واصمتي ولا تجيبي.
كنت مشدودة بكل جوارحي لقصة جارتي فلم يَسع مخيلتي أن ترسم صورة كاملة للطفلة التي ستغدو امرأة بين عشية وضحاها, وتابعتْ قائلة: كان السمع والطاعة هو السائد في ذلك الوقت, ففعلت كما أمرتني أمي, وكنت في داخلي - وإن لم يخبرني أحد- أعلم أن صمتي يعني رضاي بهذا الرجل الذي لم أره من قبل, وبالطبع عندما دخلت مجلس الرجال لم أستطع رفع عيني عن موطئ قدمي, وإن كنت قد لمحت طرف عباءة الشيخ وأُفلتت لمحة أخرى مني فرأيت حذاء مختلفاً عن أحذية أسرتنا, فعلمت أن منتعله هو من سيكون زوجي؛ وبما أنه كان قريباً لنا ولو من بعيد, فإن عقد قراني تَمّ دون أن يزيد مهري على دراهم معدودة كما أعلمتني أمي فيما بعد, لأن الحياة كانت بسيطة وقتها والناس يأمنون بعضهم بعضاً اعتماداً على أعراف اجتماعية خيرةً تداولوها كابراً عن كابر.
كانت التقاليد تفضي بالمتزوجة حديثاً لتعيش في كنف أسرة زوجها, فمن المعيب أن يسكن الرجل في غير منزل أهله وإلا اعتبروه عاقاً لهم, وهكذا كان مصيري, ووجدت نفسي خادمة مطيعة لأهل زوجي, ولم يكن يخفف عني هذا العبء المضني سوى حبه لي وإن كان لا يظهره أمامهم كي لا يطلقوا عليه من الألقاب الشائنة ما يعيب رجولته ويقلِّل مكانته, ولم يكن هذا ليضيرني, فثقافة المجتمع - كما قدمت لك - هي السمع والطاعة للأكبر سناً سواء كانوا هم الوالدان أو والدا الزوج أو غيرهم, لكن ما كان يؤرقني هو والدة زوجي التي كانت لا تكف عن انتقادي, فمهما فعلت لا يعجبها العجب ولا الصيام في رجب كما يقول المثل, وربما كانت على حق وقتها لأني فعلا كنت لا أتقن الكثير من الأعمال المنزلية, وإن كنت سابقاً أهوى تحضير أطباق الطعام مع والدتي, لكني مع حماتي ولكثرة انتقاداتها لي كنت أهرب من مساعدتها وألجأ إلى غرفتي, فتزيد من تأنيبها لي فأنا في نظرها كسولة لا أحسن إلا اللعب والضحك والنوم, وكم حاولت وحاولت أن أغير نظرتها لي بالتفاني في خدمتها ومساعدتها, لكن نظرتها السوداوية لي لم تتغير, وأسلوبها المنتقد لي لم يخفّ, ولسانها الحاد لم يكلّ, فأصبحت أشكو لزوجي تصرفاتها دون أن يستطيع فعل شيء سوى تذكيري بأنها أمه وأنّ من واجبي أن أحتملها وأسعى إلى رضاها؛ فلم يكن مني إلا أن حاولت الخروج على سيطرتها, مرة بالكلام ومرة بفعل عكس ما تأمر به, حتى زادت الفجوة بيني وبينها؛ ولم يكن ثمة مجال لإصلاح أو شكوى لأهلي, فأمي لا تنقل لأبي ما أنقله لها عن حالتي, بل تحدثني في كل مرة عن فضائل الصبر حتى كرهت تلك الكلمة "الصبر" وتحولتْ حياتي إلى ما يشبه الجحيم, فماذا فعلت حتى أتخلص من هذا الكابوس؟
اغتنمت فرصة وجودي مع والدتي في السوق في إحدى المرات القليلة التي كنت أخرج فيها؛ فغبت عن عينيها برهة ودلفت إلى دكان العطار الذي يعرفني منذ كنت طفلة, وأخبرته بمشكلتي مع حماتي, وطلبت منه أن يساعدني بإعطائي سماً لأضعه في طعامها, ففكّر العطار قليلا, ثم قال لي: هل تعدينني أن يبقى الأمر سراً بيننا وأن تنفذي ما أطلبه منك تماما؟ فأجبته بالإيجاب, فدخل إلى غرفة خلفية في دكانه, وعاد وبيده لفة فتحها أمامي فرأيت فيها شيئاً أشبه بالبهار الأبيض, ثم قال: هذا طلبك؛ عليك أن تضعي مقداراً قليلاً من هذه المادة كل يوم في طبقها الخاص, بحيث يتغلغل السم في جسد حماتك تدريجياً وليس بشكل فجائي, وذلك كي لا تموت بسرعة فيشتبهون بك, فتقومين بالاعتراف علي فأخسر سمعتي بين الناس وأتحول إلى مجرم, وأنا إنما أريد مساعدتك, ولذا فمن واجبك كي لا يشكّ بك أحد أن تعامليها أحسن معاملة هذه الفترة وكأنها والدتك الحقيقية بل كأنها ملكة إن استطعت.
شكرت العطار من قلبي, وعدت إلى منزلي وقد عزمت على تنفيذ ما طلبه مني حرفياً كي تموت دون أن يشعر أحد بأني سبب موتها, وهكذا زين لي شيطاني أن أتخلص من تلك المرأة التي أحالت حياتي إلى نكد وهمّ وحزن, فإما طلاقي من زوجي الذي يحبني, وإما هلاكي ومرضي بسبب قسوة معاملتها, وهكذا مضى اليوم وراء اليوم وأتى الشهر وراء الشهر, وأنا أتقرب منها وأتزلف إليها ولا أدع أحداً يخدمها سواي حرصاً مني على أن أضع لها في طبقها شيئاً من تلك المادة السامة حتى يحين أجلها الذي لم أكن أتخيل إلا أنه حاصل اليوم أو غداً.
مضت شهور ستة, وحماتي لم تمت, لكن لطيب معاملتي لها تلك الفترة وإغراقي إياها بالشكر على ما صنعت وما لم تصنع, وطاعتي لها على ما اقتنعت به من كلامها وما لم أَقْنع, انقلب حالها معي وتغيرت معاملتها لي فأصبحتُ أحبّ إليها من ابنتها التي ولدتها, وصارت لا تخرج إلى مكان إلا وتصطحبني معها, وحيثما وجدت أحداً من معارفها قدمتني لهم على أنني أفضل امرأة تحلم بها أم كزوجة لابنها, ورويداً رويداً تحوّل كرهها في قلبي إلى حب, فصرت أقدم لها ذلك الطبق دون أن أضيف إليه السمّ, ولكني خشيت أن تسبب الكمية التي تناولتها سابقاً أي تأثير قادم أو أذى مقبل على صحتها وجسمها, فذهبت إلى ذلك العطار أسأله المعونة على استخراج ذلك السم من جسدها, وأخبرته أنها تغيرت وأصبحت معاملتها لي كمعاملة الأم لابنتها, فجاءني جواب العطار وكأنه ماء بارد سُكب على جسدي:
لا تقلقي يا ابنتي, فتلك المادة التي أعطيتك إياها ليست سوى مادة مقوية لجسدها ليتمكن من مقاومة الشيخوخة. السم الحقيقي كان في نظرتك إليها فأنت لم تتقبليها كأم, فأصبحت بالنسبة لك عدوة, أما عندما عاملتها بالحب واللطف فقد عاملتْك بالمثل, وهكذا انسحب السم كله من عقلك وقلبك, فبالحب وحده تزول كل سموم الحياة.
ختمت جارتي العزيزة قصتها قائلة: عاملي الناس بالطريقة التي تريدين أن يعاملوك بها مستقبلا, فكل من يحبّ الناس سيكون محبوباً لهم, وربما كان لله حكمة أن يغيّر الأشخاص الآخرين من خلالنا نحن.
مغزى هذه القصة ليس جديداً على تراثنا المضيء, فكسب الصداقة أفضل بكثير من مواجهة العداوة, أو ليس ذلك في ثقافتنا المستمدة من القرآن الكريم:{ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم}؟ صدق الله العظيم.
ابو شهاب- مستشار
- عدد المساهمات : 336
العمر : 64
تاريخ التسجيل : 28/12/2008
السٌّمعَة : 4
رد: وبدأت تحكي لي قصتها مع حماتها
قبل أن نبحث عن الحُب في قلوب الآخرين علينا أن نبحث عنه في أنفسنا
وكما قيل البغض يُثير النزاع , والحب يستر المعاصي
أخي ابو شهاب
سلمت يُمناك
وكما قيل البغض يُثير النزاع , والحب يستر المعاصي
أخي ابو شهاب
سلمت يُمناك
شيماء الشام- مستشار معتمد
- عدد المساهمات : 733
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 08/11/2009
السٌّمعَة : 92
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت ديسمبر 16, 2023 6:53 pm من طرف Admin
» الناجحون
السبت ديسمبر 16, 2023 6:51 pm من طرف Admin
» فَوَيلٌ ثُمَّ وَيْلٌ ثُمَّ وَيْلٌ - لِقَاضِي الأرْضِ مِنْ قَاضِي السَّ
السبت أغسطس 19, 2023 4:41 am من طرف Admin
» لا شيء ينبت هنا بدون جذور
السبت أغسطس 19, 2023 4:40 am من طرف Admin
» يحكى أن
السبت أغسطس 19, 2023 4:34 am من طرف Admin
» المفتاح السحري الأساسي للإمساك بخيوط الحل لأية مشكلة
الأربعاء أغسطس 02, 2023 2:43 am من طرف Admin
» شارك الفيديو لطفا
الخميس نوفمبر 03, 2022 6:11 pm من طرف Admin
» ( ١.٩$ ) بليون دولار .. وتزوجت سائقه ...
الخميس أغسطس 11, 2022 1:20 pm من طرف Admin
» مشكلة وحل (1) الخجل
الجمعة أغسطس 05, 2022 4:56 am من طرف Admin
» لحل اية مشكلة / اساسيات
الجمعة أغسطس 05, 2022 3:25 am من طرف Admin
» زوجات وأزواج يعترفون: هذا أطرف مقلب حصل معنا!
الجمعة أغسطس 05, 2022 3:19 am من طرف Admin
» إنهم أغلى ما في الحياة ، وليسوا بحجارة
الجمعة أغسطس 05, 2022 3:15 am من طرف Admin
» الحكي بيناتنا
الأحد يوليو 31, 2022 3:56 pm من طرف Admin
» كيف نتعرف على الشخصية الصعبة
الأحد يوليو 31, 2022 3:06 pm من طرف Admin
» ليس مهماً أن تدخل الحمير الجامعة، المهم هو ألا تخرج منها بشهادة جامعي
الثلاثاء فبراير 09, 2021 3:35 am من طرف Admin