الاعتذار بين الزوجين في عصر الدراما

من طرف **ابو شهاب** الأربعاء مارس 24, 2010 3:27 am

تتالى أخبار اعتذارات الأزواج
لزوجاتهم بشكل لم تعرفه مجتمعاتنا العربية من قبل، وقد كان الزوج المصري أسبقهم حيث
رفع لافتة طولها 12 متر وعرضها 7 أمتار تحتوي على رسوم وعبارات تعبر عن الحب كما
استعان بفرقة موسيقية لتعزف أشجى الأغاني الرومانسية بمجرد إطلالة الزوجة من
الشرفة؛ وفي حالة وصفت بأنها أغرب حالة مصالحة بين زوجين قدم زوج أردني اعتذاراً
مماثلا لزوجته التي تعمل مضيفة في إحدى شركات الطيران بعد عودتها من رحلة سفر ولكن
أمام مقر عملها، وجاءت الحالة الثالثة من السعودية حيث رفع الزوج لافتة كبيرة على
كورنيش الخبر جاء فيها (مي سامحيني وربي أحبك).
الزوجان المصري والأردني أوضحا
أن خطأهما بحق زوجتيهما كان أمام الأسرة والأبناء فلا بد أن يكون الاعتذار علنياً،
وأما الزوج السعودي فقد تعاطف كثيرون معه ومنهم كتاب ومثقفون طالبوا مي أن تسامح
زوجها إذ يكفي أسلوبه الرومانسي في الاعتذار ليكون كفارة على أي خطيئة ارتكبها في
حقها.
ربما تكون فعلا المسلسلات التركية قد آتت أكلها في مجتمعات تغلب عليها
الذكورية وتغيب عنها الرومانسية، فلا يُعترف بحق الزوجة في اعتذار زوجها لها، ناهيك
عن إسماعها كلمات الحب على الملأ؛ ومن المعتاد أن الزوجة التي تتكلم عن علاقتها
بزوجها تقول ضاحكة: هو يخطئ معي وأنا من يعتذر؛ لذلك لو اعتبرنا هذه الحالات الثلاث
بداية ظاهرة ما في مجتمعاتنا العربية بخصوص العلاقة بين الزوجين فإنها تستحق
الاهتمام والتحليل.
في الماضي أو في الزمن المسمى (زمن سي السيد) كان اعتذار
الزوج لزوجته يعتبر منقصة له وقد يقلّل من احترامه لنفسه أو من مهابته أمام
الآخرين، أما الآن فإن المرأة أصبحت شريكة حياة بكل معنى الكلمة، ولذلك علّل
الزوجان المصري والأردني اعتذارهما العلني بأن الزوجة تستحق أكثر من ذلك طالما أنها
وقفت مع زوجها في "الْمُرّة والحلوة" كما يقال.
من وجهة نظر قرآنية فإن العلاقة
بين الزوجين تقوم على الرحمة والمودة، وهذا يستدعي أن يتبادلا الأمكنة في كثير من
الحالات، لا أن يداوم أحدهما على الخطأ ويقوم الثاني بالاعتذار نيابة عنه، فكلٌّ من
الزوجين معرّض لارتكاب الخطايا حتى في حقّ أقرب الناس إليه، والحياة الزوجية لا
تحتاج إلى شيء كما تحتاج إلى التسامح والتحمل، لكن المقبول والمعقول أن الاعتذار
يكون سراً بين الزوجين أو علناً فقط أمام من كانوا شهوداً على الخطأ، أما أن يتحوّل
الاعتذار إلى هذا الشكل الدرامي فإن له إحدى دلالتين: إما أن هؤلاء الأزواج يحبّون
لفت الأنظار خصوصاً ونحن في عصر الصورة واليوتيوب، أو أن الخطأ كان فادحاً وأكبر
بكثير من حجم اللوحة التي كتب عليها الاعتذار، والله أعلم.

من طرف **شيماء الشام** الأربعاء مارس 24, 2010 3:33 am

ظاهرة مُبشّرة بالخير ولله الحمد
الاعتراف بالخطأ فضيلة سواء بدر من الرجل أم من المرأة

مشكور أخي ابو شهاب
بارك الله بك

الاعتذار بين الزوجين في عصر الدراما

الاعتذار بين الزوجين في عصر الدراما

رد: الاعتذار بين الزوجين في عصر الدراما