المواضيع الأخيرة
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
د محمد سردار رحمه الله - 3791 | ||||
الاستشاري - 2664 | ||||
غريب الامارات - 1632 | ||||
شام - 1616 | ||||
Admin - 1570 | ||||
ام المجد - 1508 | ||||
المتميز - 883 | ||||
ود - 759 | ||||
شيماء الشام - 733 | ||||
المتمردة - 499 |
أهلا بكم
دعمكم لهذا المنتدى يكون بتبادل الفائدة وابداء الرأي نتمنى أن نتشرف بكم كأعضاء واستشاريين - بوجودكم سيكون المنتدى أجمللوحة ترحيب
أهلا بك من جديد يا زائرآخر زيارة لك كانت في
آخر عضو مسجل زمرد١١فمرحبا بكم
أهلا بكم
دعمكم لهذا المنتدى يكون بتبادل الفائدة وابداء الرأي نتمنى أن نتشرف بكم كأعضاء واستشاريين - بوجودكم سيكون المنتدى أجملإعلانات تجارية
لا يوجد حالياً أي إعلان
جديد الاعلانات feedburner
http://feeds.feehttp://feeds.feedburner.com/akbarmontadacom/Bwkxdburner.com/akbarmontadacom/Bwkxطلاق.. على زواج لم يبدأ!
صفحة 1 من اصل 1
طلاق.. على زواج لم يبدأ!
طلاق.. على زواج لم يبدأ!
• • • • •
لم تعد ليلة العمر من الليالي السعيدة للعروسين في كل الأحوال كما كانت في السابق، فقد أصبح من الممكن أن يهدم البيت وتنتهي العلاقة قبل أن تبدأ، وذلك بسبب ما قد يحدث من مشكلات في هذه الليلة فتزفّ العروس إلى عالم الأحزان لتعود إلى بيت أبيها بكامل زينتها لتجر وراءها ذُيُولاً من خَيبة الأمل ومرارة الأسى وقهر التقاليد البالية، وقد تأتيها الورود والهدايا إلى غرفة بإحدى مستشفيات الأمراض النفسية والعصبية، وقد تكون العقلية - في بعض الأحيان - بعد أن تصاب بصدمة عصبية عنيفة، وتصبح هذه الليلة ذكرى سيئة يصعب تذكرها لما تحمله من ألم.
لقد سادت المجتمعات العربية العديد من العادات، التي تدل على غياب الوعي بأهمية تكوين الأسرة المسلمة على شرع الله، وعلى أساس من المودة والرحمة بين الزوجين، بعيدًا عن حسابات المكسب والخسارة، فضلاً عن غياب معنى المصاهرة وحقوقها وواجباتها لتدخل أطراف كثيرة تفسد تلك العلاقة الإنسانية الراقية، التي تؤلّف القلوب وتجمع العائلات وتذيب الفوارق بين الجميع تحت مظلة تأسيس بيت مسلم جديد.
• طلاق يوم العقد!
في أحد المساجد وسط القاهرة وفي أثناء عقد الزواج، شبَّت مشاجرة بين أهل العريس وأهل العروس بسبب قائمة المنقولات التي قدرت بمبلغ كبير جدًّا، فعندما شرع المأذون في فتح دفاتره لإشهار عقد الزواج تَدَخَّل- فجأة - واحد من أهل العريس رافضًا ما أسماه بالابتزاز من جانب أهل العروس، وطلب من أهل العريس ألا يُوَقّعوا على قائمة المنقولات؛ لأن مبلغها كبير جدًا، وبرغم تدخل أصحاب الرأي السديد من المدعوّين لتهدئة الموقف ومطالبة الجميع بالتحلي بالحلم ومناقشة الموضوع بهدوء، وأن يتراضَوْا على مبلغ وسط يرضي الجميع فإن المشكلة لم تُحل وأصرَّ كلّ طرف على رأيه، فعَمُّ العروس رَفَضَ وتمسَّك برأيه مؤكدًا أن بنت أخيه ليست كأي بنت وأنَّ حَسَبَها ونَسَبَها كبير وأنها تُقَدَّر بأكثر من ذلك لكنهم وضعوا مبلغًا متواضعًا يتناسب وتواضع أهل العريس رحمة بهم وشفقة عليهم وأنهم لم يكلفوه شيئًا كثيرًا.
وهنا احتدَّ الشجار واحتدم الصراع وارتفع الصوت عاليًا في المسجد وانقسم الحضور إلى فريقين: الأول مع أهل العريس معترضين على كلام عَمّ العروس، ولا يمكن أن يحدث هذا النسب فمشاكله في المستقبل كثيرة جدًا، والآخر مع أهل العروس بحجة أن ابنتهم ليست قليلة في البلد ولماذا لا يوقعون على قائمة المنقولات واعتبروا عدم التوقيع دليلا على سوء النية، واختفى الفريق الثالث الذي يريد الإصلاح لينتهي الخلاف بأن أقسم عم العريس ألا تتم الزيجة وخرج الجميع من المسجد دون عقد زواج العريس والعروس وزف العريس إلى عزوبيته وزفت العروس من مركز التجميل بفستانها الأبيض إلى غرفتها بظلمتها الدامسة وباتت على أحزانها وأوجاعها.
• طلاق في ليلة الحنة!
انتهت ليله الحنة - كما تسمى في مصر - إلى ليلة طلاق زوجين قبل أن يدخلا عش الزوجية؛ وذلك بعد أن طلبت العروس من عريسها - الذي عقد زواجهما رسميًّا وبقي الإشهار حتى ليلة الزفاف - عشرين جنيها لأنها تحتاجها ضروري لاستكمال شراء بعض الاحتياجات التي تريدها، فازداد غيظه وأقسم عليها بالطلاق بحجة أنها قد أحرجته أمام أصدقائه وهو ما دفعه لهذا التصرف، فانفضَّ العُرْسُ وانسحَبَ العريسُ وحُبِسَتِ الزغاريد داخل حلق الأمهات والخالات والعمَّات وتحوَّل الإعداد ليوم الزفاف والفرح إلى مأتم وحزن ولم يجد توسل المصلحين لإثناء العريس عن رأيه.
وفي حالة أشدّ غرابة من سابقتيها فقد أنهى أهل العريس الفرح؛ بسبب تأخّر العروس في مركز التجميل نصف ساعة عن موعدها المتَّفق عليه؛ ليسطروا نهاية مأساوية لعش زوجية قبل أن يبدأ التكوين، وانهيار أحلام فتاة كانت تحلم بابن الحلال الذي جاء بعد طول انتظار، وضياع حلم شاب تمنَّى طويلاً أن يؤسّس حياة على شرع الله، لكن ماذا يفعلان أمام بشر لا تتقي الله في تصرفاتها، وعوقبت العروس على فعلٍ لم يكن لها ذنبٌ فيه فأنهيت حياتُها قبل أن تبدأ.
وفي حالة أخرى انتهت فيها الزيجة وكتبت نهايتها على ورقة الزواج بعد أن تشاجر أهل العريس وأهل العروس على زجاجة مياه غازية منعها أحدهم عن أحد أقارب العروس فقرَّر الأهل الانسحاب مدَّعين الغضب وأخذوا العروس معهم وأصرّوا على عدم إتمام تلك الزيجة رافضين ذلك النسب الخسيس كما قالوا.
• ثمن "الجاتوه" المر:
وفي حالة أخرى أكثر غرابة من سابقتها، حدث الطلاق بسبب ثمن "الجاتوه" والحلوى التي ستقدم للمدعوين، وأصرّوا على عدم إتمام العرس، وعلى الذهاب للمأذون لكتابة وثيقة الطلاق، رغم اعتراض العَرُوس والعريس، لكن لا حول لهم فقد سطرت الأيادي الخبيثة نهاية حياتهما قبل أن تبدأ رغمًا عنهما، وذلك بسبب تعنُّت الأهلِ في تصرُّفاتهم.
وبسبب شجار بين والدة العروس ووالدة العريس قبل موعد الدخلة بأسبوع واحد، أصرَّت كل منهما ألا تتم هذه الزيجة الشؤم كما أصرتا على فسخ عقد الزواج الذي وُقِّع عند المأذون من مدة، فكان دورهما كبيرًا في تحطيم الأسرة الوليدة قبل أن تبدأ، وتحت الضغط تمت مراسم الطلاق رغمًا عن أنف العريس والعروس وتحطم قلباهما بسبب ضعف عقل الأمهات.
• تحين الفرص:
وحول تقويم هذه الحالات قالت الدكتورة سنية عبدالوهاب - أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية بالقاهرة -: إنَّ هذه النماذج لا تعبر عن الشعب المصري بجميع فئاته وطوائفه بل تعبر فقط عن حالات فرديَّة لبشر قد نعتبرهم غيرَ أسوياء أو مادّيّين، كما لا يمكن تعميم هذه الحالات على مستوى المجتمع المصريّ ونبدأ في جلد أنفسنا.
وترى أنَّ إفشالَ الأهل لإتمام العرس يشير إلى احتمال رفضهم المسبق لذلك، فهي "تلكيكة" كما نقول بمصطلحاتنا الدراجة؛ لأن ما حدث يعني أن أحد الطرفين لا يرغب في الطرف الآخر؛ لذلك يتحيَّن الفرص لإنهاء علاقة المصاهرة أيًّا كان الوقت، حتى لو كان العروسان على الكوشة، فهم لا يتورعون في اختلاق بعض المبررات والمشاكل لإنهاء هذه العلاقة، التي كانوا يرفضونها منذ البداية.
وتؤكد دكتورة سنية أن الزواج لا يصح بهذه الطريقة (الهمجية) في التعامل بل هو علاقة بين عائلتين يجمعهما التفاهم والاتفاق، كما أن الزواج لا يمكن أن يتم بين شاب وفتاة دون حضور الآباء والشهود وغيرهم وإلا كان زواجًا عرفيًا، ورغم هذا فالأهل لا يقدرون مشاعر أبنائهم ويهتمون فقطْ بالمكاسب المادّيّة.
• رأي الشرع:
واتَّهم الدكتور عبدالصبور مرزوق - عضو مجلس البحوث الإسلامية - من يفعل ذلك بأنه ضعيف الدين و ليس عنده خلق ولا حتى عقل، وتساءل كيف تنتهي زيجة على أشياء مادّيّة يسيرة كهذه؟ وأي شرع يقبل هذا؟ فالزواج كما شرعه الله عز وجل شركة بين اثنين لابد أن يقوم على المودَّة والمحبَّة والتَّفاهم ولا يقوم على المادّيَّات البحتة.
ويرجع الدكتور مرزوق فشل هذه الزيجات قبل أن تبدأ إلى البعد عن دين الله عز وجل وإلى هجر تعاليمه وسنة رسوله وهديه عليه السلام في الزواج كما قال: "إن من يسر المرأة قلة مئونتها"، إضافة لعدم المغالاة في المهور، وأن يزوج الشاب المسلم إذا كان دينه وخلقه صالحين كما قال عليه الصلاة والسلام: "إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه".
وفي النهاية ينصح دكتور عبدالصبور المسلمين بضرورة العودة لمبادئ الدين الإسلامي والشرع في التيسير في المهور، والبعد عن تحقيق مكسب مادي من وراء الزواج، إضافة إلى ضرورة أن يسود التفاهم بين أهل العروسين، فبالتفاهم بين أهل العروسين تصبح العائلتان عائلة واحدة.
• مؤشر خطير:
واعتبرت الدكتورة ابتسام عطية - عميد كلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر - الحالات السابقة مؤشّرًا خطيرًا على عدم التمسك بالقيم الإسلامية والأعراف والتقاليد، وهو ما أدى بعلاقة المصاهرة إلى الضياع والاندثار أحيانًا في بعض الفئات الاجتماعية، فلم يعد لها نفس القيمة التي كانت عليها في الماضي بين الأسرتين المتصاهرتين فقد كان قديمًا الرجل يتزوَّجُ لأُسرته وكذلك البنت تتزوَّج لأسرتها وليس لشخصها فقط، لدرجة أن المثل الشعبي كان يقرر: "إن العريس راجل ملو هدومه" أمَّا الآن فأصبح المقياس والمعيار ماذا فعل أبو وأم العريس له حتى يتزوج ويؤمن مستقبله وتبدل المثل فأصبح يقال: "حتة ولد أبوه وأمه عملوه له مستقبل".
فالعريس كان قديمًا يتحمل المسؤولية بمفرده أما الآن فيتحملها عنه والداه وتتدخل عوامل نفسية كثيرة تؤدي نفس النتيجة وتتحول المصاهرة إلى علاقة فردية وتصبح تلك النماذج واضحة خاصة مع الزيادة السكانية، ومن الخطأ أن ينظر إليها على إنها حالات قليلة، لذلك فمن الضروري أن يخضع العروسان المقبلان على الزواج وتكوين أسرة إلى دورات تدريبية على معنى وكيفية تأسيس الأسرة وتحمّل المسؤولية فكل منهما لابد أن يفكر في معنى تكوين الأسرة، لكن المشكلة أن أهل العروسين يريدون لهما الراحة المادية فقط، ويعتبران أن الحياة الزوجية لأبنائهم صفقة تجارية فيها الكاسب والخاسر، لذا فعليهم أن يحققوا أكبر مكسب مادي لأبنائهم
• • • • •
لم تعد ليلة العمر من الليالي السعيدة للعروسين في كل الأحوال كما كانت في السابق، فقد أصبح من الممكن أن يهدم البيت وتنتهي العلاقة قبل أن تبدأ، وذلك بسبب ما قد يحدث من مشكلات في هذه الليلة فتزفّ العروس إلى عالم الأحزان لتعود إلى بيت أبيها بكامل زينتها لتجر وراءها ذُيُولاً من خَيبة الأمل ومرارة الأسى وقهر التقاليد البالية، وقد تأتيها الورود والهدايا إلى غرفة بإحدى مستشفيات الأمراض النفسية والعصبية، وقد تكون العقلية - في بعض الأحيان - بعد أن تصاب بصدمة عصبية عنيفة، وتصبح هذه الليلة ذكرى سيئة يصعب تذكرها لما تحمله من ألم.
لقد سادت المجتمعات العربية العديد من العادات، التي تدل على غياب الوعي بأهمية تكوين الأسرة المسلمة على شرع الله، وعلى أساس من المودة والرحمة بين الزوجين، بعيدًا عن حسابات المكسب والخسارة، فضلاً عن غياب معنى المصاهرة وحقوقها وواجباتها لتدخل أطراف كثيرة تفسد تلك العلاقة الإنسانية الراقية، التي تؤلّف القلوب وتجمع العائلات وتذيب الفوارق بين الجميع تحت مظلة تأسيس بيت مسلم جديد.
• طلاق يوم العقد!
في أحد المساجد وسط القاهرة وفي أثناء عقد الزواج، شبَّت مشاجرة بين أهل العريس وأهل العروس بسبب قائمة المنقولات التي قدرت بمبلغ كبير جدًّا، فعندما شرع المأذون في فتح دفاتره لإشهار عقد الزواج تَدَخَّل- فجأة - واحد من أهل العريس رافضًا ما أسماه بالابتزاز من جانب أهل العروس، وطلب من أهل العريس ألا يُوَقّعوا على قائمة المنقولات؛ لأن مبلغها كبير جدًا، وبرغم تدخل أصحاب الرأي السديد من المدعوّين لتهدئة الموقف ومطالبة الجميع بالتحلي بالحلم ومناقشة الموضوع بهدوء، وأن يتراضَوْا على مبلغ وسط يرضي الجميع فإن المشكلة لم تُحل وأصرَّ كلّ طرف على رأيه، فعَمُّ العروس رَفَضَ وتمسَّك برأيه مؤكدًا أن بنت أخيه ليست كأي بنت وأنَّ حَسَبَها ونَسَبَها كبير وأنها تُقَدَّر بأكثر من ذلك لكنهم وضعوا مبلغًا متواضعًا يتناسب وتواضع أهل العريس رحمة بهم وشفقة عليهم وأنهم لم يكلفوه شيئًا كثيرًا.
وهنا احتدَّ الشجار واحتدم الصراع وارتفع الصوت عاليًا في المسجد وانقسم الحضور إلى فريقين: الأول مع أهل العريس معترضين على كلام عَمّ العروس، ولا يمكن أن يحدث هذا النسب فمشاكله في المستقبل كثيرة جدًا، والآخر مع أهل العروس بحجة أن ابنتهم ليست قليلة في البلد ولماذا لا يوقعون على قائمة المنقولات واعتبروا عدم التوقيع دليلا على سوء النية، واختفى الفريق الثالث الذي يريد الإصلاح لينتهي الخلاف بأن أقسم عم العريس ألا تتم الزيجة وخرج الجميع من المسجد دون عقد زواج العريس والعروس وزف العريس إلى عزوبيته وزفت العروس من مركز التجميل بفستانها الأبيض إلى غرفتها بظلمتها الدامسة وباتت على أحزانها وأوجاعها.
• طلاق في ليلة الحنة!
انتهت ليله الحنة - كما تسمى في مصر - إلى ليلة طلاق زوجين قبل أن يدخلا عش الزوجية؛ وذلك بعد أن طلبت العروس من عريسها - الذي عقد زواجهما رسميًّا وبقي الإشهار حتى ليلة الزفاف - عشرين جنيها لأنها تحتاجها ضروري لاستكمال شراء بعض الاحتياجات التي تريدها، فازداد غيظه وأقسم عليها بالطلاق بحجة أنها قد أحرجته أمام أصدقائه وهو ما دفعه لهذا التصرف، فانفضَّ العُرْسُ وانسحَبَ العريسُ وحُبِسَتِ الزغاريد داخل حلق الأمهات والخالات والعمَّات وتحوَّل الإعداد ليوم الزفاف والفرح إلى مأتم وحزن ولم يجد توسل المصلحين لإثناء العريس عن رأيه.
وفي حالة أشدّ غرابة من سابقتيها فقد أنهى أهل العريس الفرح؛ بسبب تأخّر العروس في مركز التجميل نصف ساعة عن موعدها المتَّفق عليه؛ ليسطروا نهاية مأساوية لعش زوجية قبل أن يبدأ التكوين، وانهيار أحلام فتاة كانت تحلم بابن الحلال الذي جاء بعد طول انتظار، وضياع حلم شاب تمنَّى طويلاً أن يؤسّس حياة على شرع الله، لكن ماذا يفعلان أمام بشر لا تتقي الله في تصرفاتها، وعوقبت العروس على فعلٍ لم يكن لها ذنبٌ فيه فأنهيت حياتُها قبل أن تبدأ.
وفي حالة أخرى انتهت فيها الزيجة وكتبت نهايتها على ورقة الزواج بعد أن تشاجر أهل العريس وأهل العروس على زجاجة مياه غازية منعها أحدهم عن أحد أقارب العروس فقرَّر الأهل الانسحاب مدَّعين الغضب وأخذوا العروس معهم وأصرّوا على عدم إتمام تلك الزيجة رافضين ذلك النسب الخسيس كما قالوا.
• ثمن "الجاتوه" المر:
وفي حالة أخرى أكثر غرابة من سابقتها، حدث الطلاق بسبب ثمن "الجاتوه" والحلوى التي ستقدم للمدعوين، وأصرّوا على عدم إتمام العرس، وعلى الذهاب للمأذون لكتابة وثيقة الطلاق، رغم اعتراض العَرُوس والعريس، لكن لا حول لهم فقد سطرت الأيادي الخبيثة نهاية حياتهما قبل أن تبدأ رغمًا عنهما، وذلك بسبب تعنُّت الأهلِ في تصرُّفاتهم.
وبسبب شجار بين والدة العروس ووالدة العريس قبل موعد الدخلة بأسبوع واحد، أصرَّت كل منهما ألا تتم هذه الزيجة الشؤم كما أصرتا على فسخ عقد الزواج الذي وُقِّع عند المأذون من مدة، فكان دورهما كبيرًا في تحطيم الأسرة الوليدة قبل أن تبدأ، وتحت الضغط تمت مراسم الطلاق رغمًا عن أنف العريس والعروس وتحطم قلباهما بسبب ضعف عقل الأمهات.
• تحين الفرص:
وحول تقويم هذه الحالات قالت الدكتورة سنية عبدالوهاب - أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية بالقاهرة -: إنَّ هذه النماذج لا تعبر عن الشعب المصري بجميع فئاته وطوائفه بل تعبر فقط عن حالات فرديَّة لبشر قد نعتبرهم غيرَ أسوياء أو مادّيّين، كما لا يمكن تعميم هذه الحالات على مستوى المجتمع المصريّ ونبدأ في جلد أنفسنا.
وترى أنَّ إفشالَ الأهل لإتمام العرس يشير إلى احتمال رفضهم المسبق لذلك، فهي "تلكيكة" كما نقول بمصطلحاتنا الدراجة؛ لأن ما حدث يعني أن أحد الطرفين لا يرغب في الطرف الآخر؛ لذلك يتحيَّن الفرص لإنهاء علاقة المصاهرة أيًّا كان الوقت، حتى لو كان العروسان على الكوشة، فهم لا يتورعون في اختلاق بعض المبررات والمشاكل لإنهاء هذه العلاقة، التي كانوا يرفضونها منذ البداية.
وتؤكد دكتورة سنية أن الزواج لا يصح بهذه الطريقة (الهمجية) في التعامل بل هو علاقة بين عائلتين يجمعهما التفاهم والاتفاق، كما أن الزواج لا يمكن أن يتم بين شاب وفتاة دون حضور الآباء والشهود وغيرهم وإلا كان زواجًا عرفيًا، ورغم هذا فالأهل لا يقدرون مشاعر أبنائهم ويهتمون فقطْ بالمكاسب المادّيّة.
• رأي الشرع:
واتَّهم الدكتور عبدالصبور مرزوق - عضو مجلس البحوث الإسلامية - من يفعل ذلك بأنه ضعيف الدين و ليس عنده خلق ولا حتى عقل، وتساءل كيف تنتهي زيجة على أشياء مادّيّة يسيرة كهذه؟ وأي شرع يقبل هذا؟ فالزواج كما شرعه الله عز وجل شركة بين اثنين لابد أن يقوم على المودَّة والمحبَّة والتَّفاهم ولا يقوم على المادّيَّات البحتة.
ويرجع الدكتور مرزوق فشل هذه الزيجات قبل أن تبدأ إلى البعد عن دين الله عز وجل وإلى هجر تعاليمه وسنة رسوله وهديه عليه السلام في الزواج كما قال: "إن من يسر المرأة قلة مئونتها"، إضافة لعدم المغالاة في المهور، وأن يزوج الشاب المسلم إذا كان دينه وخلقه صالحين كما قال عليه الصلاة والسلام: "إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه".
وفي النهاية ينصح دكتور عبدالصبور المسلمين بضرورة العودة لمبادئ الدين الإسلامي والشرع في التيسير في المهور، والبعد عن تحقيق مكسب مادي من وراء الزواج، إضافة إلى ضرورة أن يسود التفاهم بين أهل العروسين، فبالتفاهم بين أهل العروسين تصبح العائلتان عائلة واحدة.
• مؤشر خطير:
واعتبرت الدكتورة ابتسام عطية - عميد كلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر - الحالات السابقة مؤشّرًا خطيرًا على عدم التمسك بالقيم الإسلامية والأعراف والتقاليد، وهو ما أدى بعلاقة المصاهرة إلى الضياع والاندثار أحيانًا في بعض الفئات الاجتماعية، فلم يعد لها نفس القيمة التي كانت عليها في الماضي بين الأسرتين المتصاهرتين فقد كان قديمًا الرجل يتزوَّجُ لأُسرته وكذلك البنت تتزوَّج لأسرتها وليس لشخصها فقط، لدرجة أن المثل الشعبي كان يقرر: "إن العريس راجل ملو هدومه" أمَّا الآن فأصبح المقياس والمعيار ماذا فعل أبو وأم العريس له حتى يتزوج ويؤمن مستقبله وتبدل المثل فأصبح يقال: "حتة ولد أبوه وأمه عملوه له مستقبل".
فالعريس كان قديمًا يتحمل المسؤولية بمفرده أما الآن فيتحملها عنه والداه وتتدخل عوامل نفسية كثيرة تؤدي نفس النتيجة وتتحول المصاهرة إلى علاقة فردية وتصبح تلك النماذج واضحة خاصة مع الزيادة السكانية، ومن الخطأ أن ينظر إليها على إنها حالات قليلة، لذلك فمن الضروري أن يخضع العروسان المقبلان على الزواج وتكوين أسرة إلى دورات تدريبية على معنى وكيفية تأسيس الأسرة وتحمّل المسؤولية فكل منهما لابد أن يفكر في معنى تكوين الأسرة، لكن المشكلة أن أهل العروسين يريدون لهما الراحة المادية فقط، ويعتبران أن الحياة الزوجية لأبنائهم صفقة تجارية فيها الكاسب والخاسر، لذا فعليهم أن يحققوا أكبر مكسب مادي لأبنائهم
مواضيع مماثلة
» طلاق زواج دام 25 سنه ادخلي لتعرفي السبب
» طلاق ناجح أفضل من زواج فاشل
» الطريق... يبدأ من هنا
» طريق السعادة يبدأ بالرضا
» صدق الأبناء يبدأ بصدق الآباء ...
» طلاق ناجح أفضل من زواج فاشل
» الطريق... يبدأ من هنا
» طريق السعادة يبدأ بالرضا
» صدق الأبناء يبدأ بصدق الآباء ...
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت ديسمبر 16, 2023 6:53 pm من طرف Admin
» الناجحون
السبت ديسمبر 16, 2023 6:51 pm من طرف Admin
» فَوَيلٌ ثُمَّ وَيْلٌ ثُمَّ وَيْلٌ - لِقَاضِي الأرْضِ مِنْ قَاضِي السَّ
السبت أغسطس 19, 2023 4:41 am من طرف Admin
» لا شيء ينبت هنا بدون جذور
السبت أغسطس 19, 2023 4:40 am من طرف Admin
» يحكى أن
السبت أغسطس 19, 2023 4:34 am من طرف Admin
» المفتاح السحري الأساسي للإمساك بخيوط الحل لأية مشكلة
الأربعاء أغسطس 02, 2023 2:43 am من طرف Admin
» شارك الفيديو لطفا
الخميس نوفمبر 03, 2022 6:11 pm من طرف Admin
» ( ١.٩$ ) بليون دولار .. وتزوجت سائقه ...
الخميس أغسطس 11, 2022 1:20 pm من طرف Admin
» مشكلة وحل (1) الخجل
الجمعة أغسطس 05, 2022 4:56 am من طرف Admin
» لحل اية مشكلة / اساسيات
الجمعة أغسطس 05, 2022 3:25 am من طرف Admin
» زوجات وأزواج يعترفون: هذا أطرف مقلب حصل معنا!
الجمعة أغسطس 05, 2022 3:19 am من طرف Admin
» إنهم أغلى ما في الحياة ، وليسوا بحجارة
الجمعة أغسطس 05, 2022 3:15 am من طرف Admin
» الحكي بيناتنا
الأحد يوليو 31, 2022 3:56 pm من طرف Admin
» كيف نتعرف على الشخصية الصعبة
الأحد يوليو 31, 2022 3:06 pm من طرف Admin
» ليس مهماً أن تدخل الحمير الجامعة، المهم هو ألا تخرج منها بشهادة جامعي
الثلاثاء فبراير 09, 2021 3:35 am من طرف Admin