عندما تتغير القيم

عندما تتغير القيم التي أعطت مفهوماً ثابتاً لمجريات الأحداث ، ألا ينبغي أن نعاود النظر في تلك القيم . ما سأطرحه قد يخرج عن المألوف الذي نؤمن به وهو الموجه الأساسي في سلوكنا ومحدد الإتجاه في كل ما نفعله .

حواء ، أيتها المخلوقة التي شغلت الدنيا وكانت سبباً أساسياً في خروج أول الرجال من الجنة ، وفي إحداث أول شقاق بين أول أخوين في الحياة وكانت وراء أول جريمة قتل أخ لأخيه في الأرض ، ولا تزالين تستغلين محدودية تفكير الرجل وذكائك المتفوق في شغل من حولك ، آن الأوان لأقول لك ، أحبك ، أحبك ، أحبك . وهذا ليس ضعفاً ولا قلة ذكاء ، بل إعترافاً بأنك صاحبة الشأن في هذه الحياة على الرغم من أنك تتجنبين هذا الإعتراف من قبل الرجل حتى تبقى لك فرجة تتحركين بها خلسة لتفعلي كل ما تريدين بإسم الرجل .

أنت الأم ، وقد فضلك الله على سائر المخلوقات على الإطلاق بما فيهم الرجل ، وقال عز وجل الرجال قوامون على النساء ، ولكن ،أيضاً قيل ما أهانهن إلا لئيم ، فأعاد لك الدين إعتبارك بقوة مرة أخرى . وجعل الجنة تحت أقدامك . وقال سيد وحبيب كل الخلق ، أمك ، ثم أمك ، ثم أمك فأباك . نعم ، والف نعم لكل ما لهذه المكانة التي وضعك الله فيها . ولكن عندما تظهر تصرفاتك تغايراً لهذا ، ينبغي لكل عاقل وأنت أولهم لأنك أكثر المخلوقات ذكاءً ، أن تنظري إلى نفسك . نعم فالمرآة حبيبتك ورفيقة عمرك أكثر من أي شيء أخر ، أم أنك ستنكرين هذا ايضاً ، أقول لك أنني أكتب الآن وأنا في حالة أستثنائية من الفلتان من جذبك وشد ذراتي إلى مركزك وهي حالة أعتقد أنها لن تتكرر لذلك تركت كل ما عندي وبدأت أكتب . أرجو الله أن يساعدني على إكمال ما بدأت . يا رب .

الله منحك الجمال ، والرقة والعذوبة والحنان وجعل في جوفك وإلى جانب أماكن ليست بالمستحبة مكمن إنتاج الرجال والنساء ، تلدينهم ليخرجوا منك أنت ، وبهذا حملك المسئولية في تنشئتهم وتغذيتهم وتربيتهم ، وأعطاك من الحنان ما يكفي لهذا ، بل فضل الله تعالى إناث الحيوان على ذكورها بهذه الميزة ولكن دون مطالبة المجتمع بالإعتراف بهذا الفضل للأنثى . بينما ركز على ضرورة إعتراف البشر بهذا الفضل لك ، لك يا حواء ، لك يا من تمثلين الوقار والتبجيل على الأرض .

زوجك الرجل بشروط عليه أن يلبيها ولم يكلفك أنت بتلبيتها لأن عليك واجبات لا تترك لك قوة ولا وقتاً للقيام بها ، فعليه أن يذهب لخطبتك من ذوييك ويرجو والديك وربما ، لا بل جميع عشيرتك ، ويستعرض كل ميزاته الأدبية والمادية ، ثم يسألك الموافقة ، توافقين أو لا توافقين .

بعد القبول ، تبدأ الشروط المهر ( السياق ) وما تقدم وما تأخر وحفلة العرس وإعداد بيت الزوجية اللائق وتأثيثه حسب العصر الذي نتواجد فيه إلى آخر ما هنالك من مستلزمات .........

لماذا كل هذه الشروط والواجبات ، لأن أمامك مهمة عظيمة تستوجب كل ما سبق وما سيأتي الآن وهي القيام بمراعاة الزوج والحمل وتحمل أعباء الإنجاب وتربية الصغار وتنشئتهم والصبر على ما يأتي به الزمن من شتاء وخريف وجعل بيتك دائم الربيع والصيف في الفصول الأربعة .

ثم كلف الرجل بالصرف على بيته والقيام بمستلزمات الحياة تجاهك وتجاه أبنائكما ، ولم يقل لك أنت مكلفة بهذا حتى لو كنت تملكين من ورث لك ما يمكن أن يجعلك في مقدرة على ذلك . لماذا كل هذا ؟؟

لأن عليك القيام بمهام كبيرة ذات أهمية في إدارة شئون المنزل وتلبية حاجات الزوج والأبناء .....

إنظري أين وضعك الله أين منزلتك التي أنت فيها والقوة التي أعطاك إياها خالق كل شيء ، هل عرفت أين تقفين من كل ما حولك ، مكانة عظيمة لصاحبة أفعال عظيمة ، تستحقين كل هذا .

أنت صاحبة الإدارة في بيتك وزوجك يقدم ما يستطيع وأكثر تبعاً لتوجيهاتك أنت ، فلك كل المسئولية في كونه حيوي أو فاقد لحيوية الحياة ، فحبك هو الوقود الذي يعطيه القدرة على الحركة ، وحنانك هو الذي يوجه قدراته نحو الطريق الأمثل للوصول إلى غاية الحياة بنبل وأخلاق ، وإهتمامك به يضفي عليه الهيئة التي يبدو فيه من حسن المظهر أو سوء الشكل .

كل هذه الأمور تقع ضمن نطاق سيطرتك ، فهل بقي للرجل من شيء يتحكم به أو من حق يطالب به . لا أعتقد . ولكن دعيني اقول لك شيئاً قبل أن تقولي ولكن يحق له أن يطلقني أو يتزوج غيري ثلاث أو ............

كوني على ثقة ، وعلى ثقة تامة أنه لن يبحث عن عبء آخر يحمله غير عبء بيته إلا في حال تركك لناحية تدرينها بينك وبين نفسك ولا تبوحين بها . ولن يفعل ذلك إلا لإحساسه بالقهر أو لأسباب شرعها الله .

تعالي نتحاسب على تصرفاتك الآن ، فما سبق كان كلاماً شرعياً من قيم أعطت الثبات في كل ما سبق ، أنت الآن تقولين أنك مظلومة ، وأن لك حقوقاً مهضومة وتعشين في مجتمع ينكر كل حقوقك أو معظمها لأنه ذكوري . تطالبين بالمساواة وبتطبيق مبدأ التساوي بالحقوق والواجبات ، متناسية أن الرجل لا يمكن أن يحبل ويلد وأن الرضاعة من مهامك فليس له أثداء مهيئة ، تقولين أن العلم قادر على تحقيق ذلك وقد بدأ ......

الآن أنت بدأت تخرجين عن مفهوم القيم التي خرجت منها الثوابت التي نحترمها ونطالب بها وأنت تطالبين بها أكثر من غيرك ولكن وفقاً لمصالحك ومعاييرك الخاصة المرهونة بآنية التحدث . كيف ذلك سأطرح عليك مثالاً بسيطاً قيسي عليه ، يبدو أنني بدأت افقد القدرة على التركيز بسبب رحيل لمعة الذكاء التي بدأت بها ، رباه قدرني على إكمال بعض الموضوع .

الزوج يقدم لك الذهب حسب إستطاعته ويقر بمؤجل الصداق الذي يحق لك المطالبة به وأنت في كنفه وداره أي دون حدوث الطلاق .

بكل بساطة حين يحدث أبغض الحلال تأخذين ذهبك معك إضافة إلى مؤجل المهر الذي جعله الله من حقك حتى لا تحتاجين إلى صدقة أحد . بالله عليك ألا تخجلين أن تطالبي بذلك من جهة وتطالبين بالتساوي من جهة أخرى ، فإن تصرفك هذا يعني أن للعلاقة الإلهية المنشأ والتي وضع شروطها عز وجل ، أخذت منحى آخر له ثمن ، ولا أريد أن أقول فيها أكثر . فإن كنت تطالبين بالمساواة فلتعطي الزوج ثمن العشرة وتعوضيه عن كل ما صرفه من هدايا وملابس وتردين له ذهبه ألست الند الذي تتحدثين عنه ، كوني على مستوى ما تقولين أم أنك في مصالحك تسقطين بعض المفاهيم التي تتعارض معك ثم تقفين مع تلك التي تعتبر متخلفة ولكنك تناصرينها لأنها تمنحك كسباً مادياً فتقولينها لإعتبارها مساندة لك وتستغلين كونها تطال مفهوم الرجولة وتقولين هنا اليس هذا هو الشرع الذي سنه الله ، أتخالفون الشرع . الآن تستخدمين هذه الكلمة وأنت خالفت الشرع ولم تقومين بأي من بنوده ، مما أوصلك لحالك هذه .

سنأتي لموضوع العمل الذي تعتبره المرأة من حقها . عندما تعملين ، ماذا تكسبين من عملك وما هي الفائدة التي تحققينها لك ولأسرتك ، وهنا لا بد من الشفافية المطلقة في الطرح لابد من ذلك . فلقد عانينا الأمرين من مخالفتنا أو إهمالنا لما هو فطري وشرعي .

التعليم حق للإناث كما الذكور ، ولكن غايته عند الذكور تعلم مهنة تؤهله لعمل يكسب رزقه ورزق عياله من خلاله ، بينما بالنسبة للإناث تعريفها ورفع المستوى الفكري لها ولبيتها على صعيد إعطاء الحقوق لزوجها وابنائها ولنفسها من خلال الرقي الذي تتعرف به على دينها وتعرف أولادها وتلفت نظر زوجها لكثير من النواحي التي أبعده العمل المتواصل والبحث عن الرزق من التفكير فيها . أجل وهل هناك أرقى من هذه المسئولية ، إلقاء الضوء وتوجيه التصرفات على النواحي الشرعية وبثها في سلوك أفراد البيت .

حسناً قلت أنك ستعملين لرفع إمكانات دخل البيت وبالتالي تعزيز الحياة لمستوى أحلى من الرغد ، حسناً ، ما هو الثمن الذي سيدفعه الجميع ما عداك أنت ، الجميع سيدفعون الثمن إلا أنت ، ولكن ستدفعين الثمن لا حقاً وغالياً جداً أكثر مما تتصورين ..تخرجين في الصباح للعمل . لم تستطيعي أن تحضري الإفطار لأولادك ولنفسك ولزوجك ، ذهبتم جميعكم كل إلى غايته ، عند الظهيرة عاد الأود إلى البيت قبل إنتهاء فترة دوام الأم. يتوجب تواجد أحد في المنزل ، نحتاج لخادمة ، تحتاج لمرتب شهري ، يعني أعباء لم تكن سابقاً ، تحتاج لمصروف وتذاكر سفر .......

إضافة لإدخال عنصر غريب إلى وسط العائلة لن أتعرض لمساوىء ذلك فجميعنا نعرفها ، تركت الأم رويداً رويداً مسئوليتها تجاه أولادها ، لا شك من حدوث خلل في جملة أشياء ستظهر أثارها في القريب العاجل وتنعكس سلبياً على الأوضاع العائلية ، ستقول بعض النساء لست بحاجة لخادمة ولكن يمكن ترك الأولاد عن جدتهم ، خالتهم زوجة خالهم عمتهم .......

الزوج أمام إصرار زوجته سيقبل خاصة إذا كان حريصاً على تلبية رغباتها أو ما تطلق عليه النساء ضعيف الشخصية ، هذا ايضاً يحتاج لتعويض من يقدم هذه الخدمة بهدية أو بمبلغ مادي غالباً يدفعه الزوج ، المهم أن الأولاد دخلوا في جو ليس بمحمود على المدى البعيد وإبتعدوا عن الجو الطبيعي الذي يجب أن ينشئوا في وسطه. الأم تعود من عملها متعبة في نفس الوقت الذي يعود فيه الزوج تقريباً ويأخذون الأولاد من عند الأقرباء او يجدونهم في المنزل مع الخادمة في حالة هرج ومرج ، الغذاء غير جاهز أو ثمة بعضاً من البارحة يحتاج لبعض الوقت لإعداده ، تأخر وقت الغذاء ، ولكنهم تناولوه وحمدوا الله .

الآن الرجل متعب وكذلك الأم ويحتاجان لراحة قبل أن يقوموا بتحضير الدروس والوظائف مع الأولاد ولا يخفى على أحد ضرورة ذلك هذه الأيام لعدم كفاية المدرسة في إدخال المعلومات لرأس الطفل . هنا بدأت المأساة الحقيقية فالأم هي التي ينبغي لها متابعة هذا الأمر ولذلك حصلت على التعليم ، ولكن كونها تعمل فهي تحتاج إلى الراحة ، حقها مثل ذلك الرجل الذي يعمل وهو الآن يرتاح ، تبدأ بالقول هلم ساعدني في تدريس الأولاد أم أن كل الحمل ملقى علي .......... بداية الشقاق .

الآن لننظر إلى ما حققه العمل من رفع سوية الحياة بالنسبة للعائلة ، المرأة لن تساهم بمصروف المنزل حتى الآن وشرائها لبعض مستلزماتها الشخصية من مال عملها أتى لضرورة مظهرها الجديد أمام زملاء العمل ولم أخصص زميلات العمل لأن الموضوع لا يعني بلد عربي دون الآخر بل كل مدن العرب ...

أخذت يا سيدتي مكان عمل رجل وحرمتيه من تأدية واجبه تجاه أسرته ، وإن كنت فعلاً ممن يطالبون بالمساواة فبكل بساطة قارني بين مرتبك ومرتبه فإن كنت تحصلين على مرتب أعلى فليمكث في البيت ويراعي شئونه ويربي الأولاد هو ، ولن يكون أحسن من توني بلير الذي أخذ إجازة أبوة من رئاسة مجلس الوزراء البريطاني ليربي إبنه الصغير ، لأن مرتب زوجته أعلى .....!!!!!!!!!!!!!!

حسناً هل أنت من أصحاب هذا الرأي أم أنك ستقولين ، وأنا متأكد أنك ستقولينها ألف مليار مرة ، هل تعتبر نفسك رجل ، وأنا التي أعمل واقوم بمصروف المنزل ، وسيقول لك الجميع والله تستحقين من هو أفضل ، خسارة شبابك معه ، وستصلين إلى نهاية لا تحسدين عليها على الإطلاق . بل،إنك أصلا سوف تدخرين مرتبك ولن تصرفي منه شيئاً على البيت إلا ما ندر ، فأنت تحسبين حساب المستقبل وبأنه قد يطلقك أو يتزوج غيرك ، أو ...... ولا بد لك من حساب المستقبل .

ها قد قصصت عليك بعضاً تصرفاتك . أنت إبتعدت عن القيم التي وضعت الثوابت التي وازنت المجتمع لمئات السنين وضمن مفهوم المكانة العالية للمرأة في تلك الأزمنة التي تقولين عنها غابرة وعفا الله عنها ، وتطالبين حق المساواة بالرجل وتتناسين كل ما أعطاك الله من مكانة عالية جداً لا يكاد يصل لها رجل ، فلا تستغربي ما يحدث لك من إنقلاب في المفاهيم يطالك أول ما يطال .

عودي إلى رشدك وخافي الله في كل تصرفاتك وخذي تلك المكانة التي تحسدك عليها جميع نساء العالم حتى هذه اللحظة ويتمنين أن يكن مكانك ، ولكن شيطانهم تآمر مع شيطان بعض نسائنا فشكلوا تحالفاً سموه حقوق المرأة والمطالبة بالمساواة ، أيتها الذكية الجميلة حواء إستخدمي ذكائك وطالبي بحقوقك التي أعطاك الله إياه والتي يقدمها الرجال لك عن طيب خاطر فلا تعتقدي أن أسوأ الرجال سيقف ضد هذه الحقوق لأن المجتمع سيجبره على تأديتها وأنت تعرفين أن المحكمة الشرعية عند طلاقك ستفرض عليه ذلك ، فلا تغادرين بيتك وأنت تحملين بضعة من الذهب وتنتظرين مؤخرك وتعويض الطلاق ، بل خذي حقوقك كاملة وأنت في مكانتك الرفيعة وإنظري إلى ذلك الرجل بعين الشفقة وهو يؤدي واجباته الشرعية وقولي بينك وبين نفسك ، والله لو لم أعرف الإسلام لسجدت له ، وإسجدي لله عز وجل على النعمة التي أنت فيها سيدة بيتك وملكة وجوده ، فالمرأة الغربية التي ترينها في الأفلام ، كذبة كبيرة ، لأن النسبة الغالبة من النساء في أميركا حسب الإحصائيات لا تنقضي ليلتها إلا بعد أن يأخذ منها زوجها حقه الزوجي وهو شبه ثمل أو ثمل وهذا ما يسمى إغتصاباً بكل مافي الكلمة من معنى ، أو أن يقوم بضربها بقساوة لا يتصورها أحد رجالنا المسلمون ، أو كلاهما معاً .

أرجو أن ينصلح حالنا ونعود إلى ما كنا عليه عندما كنا نتمسك بالقيم التي وضعت الثوابت التي نريد أن نغيرها اليوم . سامحك الله يا حواء الرجل المحب أصبح ضعيف الشخصية . الحمد لله لقد أزحت هماً عن قلبي .

من طرف ود الإثنين مايو 04, 2009 3:48 pm

يعطيك الف عافية

من طرف **شام** الخميس مايو 07, 2009 12:45 am

الله يعطيك العافية يا دكتور على موضوعك الرائع الذي يظهر فيه الجهد الكبير المبذول من قبلك لتعطينا محاورة تشرح لنا ما لنا و ما علينا .

سيدي اريد ان اقول لمن يطالبن بالمساواة و الحقوق

إذا حصلت المساواة و كانت الزوجة نداً للزوج في كل شيئ

سوف ينتهي زمن الأنوثة لن نرى انثى على وجه الأرض سنرى

فقط رجل بثياب إمرأة .

قبل أن تطالبي بما لك قدمي ما عليكي من رعاية لأولادك و

زوجك , قدمي و لو شيئ بسيط مما طلبه الله منك تجاه بيتك

عندما تقدمي كل هذا تشدقي و بالتم المليان و طلبي حقوقك.

عندما تتحقق المعادلة المرأة = الرجل

من سيكون الرُبان في البيت , و من سيكون بيده حل كل مشاكل

الأولاد .

( عندما تحدث أي مشكلة تقول الزوجة تفضل حلَها مو انت الرِجال و بيإيدك كل شي حلها )

( الفتاة تريد أن تعود إلى منزلها بعد منتصف الليل بدون ما حدا يعيب عليها و على عيلتها ) هي هية المساواة فقط عند النساء

لأنهن عندما طلبوا المساوة لم يقولوا الصرف على المنزل و تقديم كل شيئ للبيت و تعليم الولاد و رفع مستوى المعيشة و بدي حقق ذاتي و ما تعلمت مشان علَق الشهادة على الحائط ( كانها إذا اشتغلت حتسد النقص الموجود بالمجتمع و تجيب الزير من البير)

قالوا فقط العلم و العمل ( و ما جابوا سيرة المصروف )

انا آسفة على الإطالة يا سيدي لكني تعبت من سماع المساواة و المطالبة بالحقوق من دون تقديم اي تنازلات .

تعب القلب من تكرار موضوع الزواج والحقوق الزوجية والعائلة وكنت أخشى أن هذه المواضيع لم تترك أثراً في نفوسنا دون إستثناء وأنها لم تصب الهدف ، وذلك لعدم الإكتراث لمثل هذه الأحداث التي يرى البعض القليل ، صراحة أهميتها أو أنها شيء مفروغ منه رغم ضخامة عدد من يعانون من مشاكل عائلية في أيامنا هذه يفوق عددهم قبل فترة وجيزة ، وكأن ثمن ما نحن عليه الآن وما يطلق عليه تحضر ومواكبة تطور ، لا يوازي ما ندفعه من ثمن في رؤية الأحداث التي تدمي القلوب من تشرد الأطفال بين الأب والأم وتخلي كل عن دوره في رعاية الأسرة ، حتى يمكن القول أن لعنة الله على هذا التطور وعلى مواكبة الحضارة ، وهل كان نهوض الإنسان عبر الإسلام من 1430 سنة مواكبة للحضارة رفعت من سوية المسلم أم هبطت به نحو الحضيض كما يحدث الآن ، ولماذا مجتمعنا هو الذي يعاني من هذه المدخلات الفكرية التي تمسك بها وكأنه أتى من كهف عاش فيه مع الديناصور والماموث ، ورأى نفسه فجأة في وسط لندن أو نيويورك ، كما يقولون أنها مشاعل الحضارة مع أنها فوهة بركان خاضع للسيطرة حتى لا يحرق السكان ، فكلما حدثت مشكلة هناك نرى أن من يخطط للمجتمع يبادر على إخمادها للحفاظ على بريق المدينة ، بينما نحن تكبر المشكلات عندنا ولا نجد من يبادرلحلها ، ولدينا مفاتيح تذلل الصعوبات ولكننا رضينا بأن نتبادل الأقفال ، بحيث لم يعد يعرف من يملك مفتاحاً في أي قفل يضعه . وهكذا بدأت المفاتيح تتكسر داخل الأقفال وبدأنا نعتقد خطاً أننا لم نكن أصلاً اصحاب هذه المفاتيح والأقفال الصحيحة التي هدرنا قيمتها عندما قبلنا بمبادلتها باقفال لماعة لا تناسب مفاتيحنا بل لقد خدعنا وخدعنا أنفسنا بذلك ، فقد تسربت أخبار بأن هذه الأقفال صنعت دون مفاتيح وأرسلت لهذه الأمة الطيبة التي لديها القدرة على كسر الأبواب عندما لا تستجيب الأقفال ، وكم كانت قيمة هذه الصفة كبيرة وثمنها كبير جداً . فلم يعد لدينا أبواب ودورنا مشرعة لمن يريد ، وقريباً سنرمي المفاتيح ، فما فائدتها وليس عندنا أصلاً أبواب ، عليها اقفال تحتاج لمفاتيح . ثمة أولويات في الحياة ، وكل شيء ضروري ومهم وله وقته ، أنا ظمآن ، هاك الماء إشرب ، أنا جائع إليك بعض الطعام ، سد جوعك ، اريد أن أحس بالراحة والآمان إدخل بيتك وتعال بعدما ترتاح ، لكنك ، بلا باب فكيف لك أن تأمن على نفسك من أن تكون طعاماً لمخلوق جائع وليس عندك ما يمنع دخوله . حاول أن تطلب شيئاً آخر غير الآمان .
ولكن من خلال ما بدأت الأخوات خاصة بطرحه عبر هذا المنتدى ذو سوية رفيعة وسمو في التفكير ، يعيد الثقة بالنفس ويشرح الصدر . آن لنا أن نصحو فما أصعب أن تتحاور مع نفسك لعدم وجود من ينصت لك وتتألم لعدم وجود مرآة على الأقل .

عندما تتغير القيم

عندما تتغير القيم

رد: عندما تتغير القيم

رد: عندما تتغير القيم

رد: عندما تتغير القيم